القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

شعر: قصيدة الحلم

 
السبت 04 ايار 2024


 سكينة حسن 

خطفتُ من جِيْدِ السماء
قوسَ قُزَح، 
ومن أنفِ القدَرِ حُلماً، 
ومن المشرّدينَ عل أرصفةِ
الضّياعِ بؤساً، 
بل خطفتُ من الحاكم كفَني، 
 وشاهدَ قبري، 
ومن اللصَ كسرةَ خبزٍ
وقطرةَ ماء،
وخطفتُ من جبينِ الشّهيدِ
قبلةَ اعتذاري. 


............
خطفتُ من الجن مارداً، 
ومن كفِّ الشّريرِ حجرةً
حُبلى بالموت. 
ومن جعبة الملائكةِ تراتيلَ
الأنقياءِ. 
ومن أبناء آوى ضفيرةَ
طفلتي.
خطفتُ من جنحِ الظلامِ
قناديلَ دليلي
من كهفٍ، ومن جبٍّ،
ومن حُجرةِ الإعدامِ. 
خطفتُ شهادةَ الزُّور
من جيبِ مهزومٍ،
ذليلٍ،
مخمورٍ. 
وكسرتُ سهامَ الغدرِ التي
تَقَيَّحَتْ في ثنايا روحي. 
خطفتُ من كفِّ الغول
حبلَ مشنقتي. 
لَقِفْتُ من السجّانِ مفتاحَ
أغلالٍ كبّلتْ معصمي، 
انتزعتُ صدفةً من كتفِ الأوغادِ النياشينَ، 
لقِفتُ من ذئابِ البراري
فتوى نحري،             
خطفتُ من الكنيسة صليباً،
و من مأذنة الجامع هلالاً. 
وأخرجتُ من قاعِ البحرِ
حذاءَ طفلٍ،
خطفتُ من مياهه
طرحةَ عروسٍ، و باقةَ وردٍ. 
ونزعتُ من الأصنامِ خلاخيلَ الغجرِ، 
أخذتُ من جيبِ مسؤولٍ
خارطةَ وطني لأقطّعَ
ستائرَ ذلٍّ ورّثْني
عقيدةَ أبي لهبٍ. 
وعرفتُ من قابيلَ
و هابيلَ بقايا
تاريخ أمتي. 
خطفتُ من الفجر
ركعةَ صلاةٍ، 
وبسملةً على أرواحِ
الأحياءِ.
............
لقد سرقوا مني وطني،
هويتي , قضيتي،
وتاريخَ ميلادي، 
حتى يئِستُ من وطني
الكائنِ في فوهةِ
بندقيةِ قاتلي.  
و بعدَ هذا كلِّهِ أقول
بِملْءِ فمي:
عذراً يا وطني
فأنا بطلةُ، مقهورةُ،مهزومة. 
............
ولكنْ، سلاماً إلى الأحرار،
والحرائر، في بلدي
الجريح،
الذي ما يزالُ
ينزف دماً.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات