القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: حفل توقيع بصيغة المؤنث

 
الأحد 07 ايار 2023


نصر محمد / المانيا 

مساء امس في مدينة كولن الألمانية وبرعاية المجموعة النسائية لمركز المواطن وبالتعاون مع منتدى الطعان الثقافي وبحضور نخبة من الادباء والمقفين والفنانين اقيم حفل توقيع ديوان (ظلان يشبهان وجهي) للشاعرة السورية ريما فاضل محفوض 
ورواية (زفاف الياسمين) و مسرحية (مصطفى والسلطان) للمترجمة ندى محمد. وقراءات شعرية للشاعرة العراقية وفاء الربيعي. 
بعد الترحيب من قبل مقدم الأمسية الاستاذ هيثم الطعان بالسادة الضيوف. تحدث بشكل موجز عن نشاطات منتدى الطعان الثقافي في مجال الأدب والفن. 



لتبدأ الاستاذة سميرة شريكة الاستاذ هيثم الطعان بتسليط الضوء على حياة الشاعرة العراقية وفاء الربيعي واعمالها الشعرية التي تحمل في فحواها آلام وشجون الشعب العراقي ثم اتاحت الفرصة للشاعرة العراقية والتي بدات بقراءة قصائدها ومنها قصيدة بعنوان (بغداد) 

بغداد 
حينما اتصفح المدن 
لا تستهويني غير بغداد 
أتذكرها 
واللهب يلتهمها 
اشاركها التشبث بالأرض 
تحت غيمة تنتظر ايعازاً 
بأن امطري 
مئات المدن والساحات 
كان لها رغبة ان تلبسني رداءها 
لم تجد في حيزاً تملؤه 
رغم الظلمة 
والموت الذي يأخذنا بلمحة 
رغم حدود الحقيقة التي اضعنا 
طريق الوصول اليها 
إلا انها بغداد 
التناقضات والتآلف بينها 
صفقة خاسرة 
الكل يلهج بأنه سيخيط رداءك الازرق
وسيكون إلهاً لا يحبه الشيطان 

الشعراء فيك 
تحيطهم هالة صفراء 
يمزحون ويسخرون 

في ليل قالوا له : إنجل 
وبفعل فاعل لم ينجل 
يتشقق الكلام 
تصير حروفه غامضة 
بين اخبار الشاة المذبوحة ليلة امس 
واخرى ستذبح هذه الليلة 
وشمس تستأذن الغيوم 
بأن تفك الحصار عن عن ساحة التحرير 

بغداد 
امنحيني عشقاً 
يحتويني 
انا المبعثرة 
بين المدن والتواريخ 
مازالت في ذاكرتي 
تلك الفراشات تزين حدائقنا 
وذاك العشب المتعطش للندى 
ومازال قلبي ينبض بحروفك 
وبحبي الأول 

وبعدها قرأت الشاعرة العراقية وفاء الربيعي بعض القصائد من الشعر الشعبي. ومن هذه القصائد. قصيدة بعنوان (ياصاح) 

ياصاح نسمة صبح 
صحتلي احساسي 
اشتاكيت اسمع لحن 
وأرقص على انغامه 

ياصاح ليش الحلم 
زعلان عني ورحل 
والشهكة رجعها الصدى 
والأمل سد بيبانه 

ياصاح هدهدني الفجر 
وزقزقة عصفورة على الشجر 
خلتني انسى الألم 
واشتاك لأحضانه 

نسمة هوى فضحت نبض 
جنت احسبه بس القهر 
يكدر يفر ويرتجف 
تاري النبض 
هم للفرح يركص على الحانه

لتعود الاستاذة سميرة وتقدم إضاءة موجزة اخرى لحياة الشاعرة السورية ريما فاضل محفوض واعمالها الشعرية بعدها تقرأ مقدمة الشاعر والناقد (مردوك الشامي) لديوان (ظلان يشبهان وجهي) 

ريما محفوض في (ظلان يشبهان وجهي) وجه لقصيدة غاية في الشعر والسطوع 

تستعير القرنفل والدالية والغيمة، لهذا هي تكتب قصيدتها، تدون الحديقة، والنهر والناس.. لهذا حين تقف ريما محفوض على اول سطر البوح. تعدو نحوها الخواتم والنهايات، وتتلصص على قلمها نوارس وسواق وفواصل ونقاط. 
ريما محفوض ابنة سلمية في مهد الولادة. لكنها في شعرها ابنة القصيدة الحديثة التي تكسر طوق التراب والجغرافيا ومساقط الرؤوس، وتنتمي بكل جدارة الى فضاءات العالم الشعري المعاصر. بكل مافيه من ادهاش وتوقد، وتشظيات مواربة 

أنا ابنة مدينة 
يسامح فيها العجين 
رغيف الخبز والخباز والنار 
على كل ما فعلوه بطحينه 

هل تقصد ريما بلدتها سلمية وحسب، ام هي من خلال التخصيص تبرعم التعميم على مدائن كثيرة، في قلبها السماح والرحمة، وفيه فضاءات احتراق بلا حدود. 
اظنها كونية في خطابها المحلي، تلتف على لغة المباشرة، لتقف خلف بوابة الإبحار والترميز، وتقول اكثر مما يقول الحرف 
وتضع خلف قماشة المعنى اكثر مما يبين على سطحها المكشوف 
ثمة صراع لايزال، بدأ منذ اجيال واظنه يبقى لأزمنة قادمة، حول القصيدة النثرية ومدى شرعيتها، وهل هي الشعر، ام انها تتربع خارج التوصيف الشعري وخارح قصور الفراهيدي المحصنة بكثير من الوهم والعسس والمريدين ؟ 
صراع ملتبس يجعله مستمرا سوء فهم الغالبية الشعر والشعرية. واين يكمن ويكون.. 
الشعر برأيي خارج التوصيف والأقمشة والقبعات، وخارج صحراء الخليل واعمدة النظم ومتاحف العبارة الممطوطة، واقفاص القوانيس   
هو حيث تضرب الصاعقة ويتوهج البرق، حيث تهطال الأختلاف الوامض، وحيث الصمت موسيقى، والصراخ حفيف. 

لأني احبك 
ظننت البيوت ستنهض
من تحت الأنقاض 
وتعاود الأصطفاف 
كالأطفال 
في تحية العلم

كم يختزل هذا المقطع الشعري، من دواوين وصور وحكايات، ألا تحتاج القصيدة الكلاسيكية لكي تقوله الى صفحات بلا عدد. ألا يعني التكثيف هنا ان الشعر عصارة وتقطير وخلاصات ؟ 

من قال 
إني انتظرك 
بفارغ الصبر 
وصبري 
ممتلئ بك...

هذا الومض مساحات خيال، وغابات رؤى، لهذا الشعر، يكون حيث تكون الرؤية سباقة وكشافة وتفتح نوافذ ومسارات..
وريما محفوض تتقن الكشف والنبش والسعي وراء الماء الخبئ في اماكن لا يصل إليها الأخرون. 
وهي ابنة مرحلة زمنية متخمة بالوجع، بالخراب،بالإنكسارت الكبيرة، ولاتقف محايدة لا امام الموت، ولا امام اغتيال الحياة، تقف في موقع الرائية لتؤرخ لمرحلة انعطاف خطير، لكنها تبتعد عن المباشرة، لا تكتب الدم المسفوح، ولا تكون عدسة شعرها مسلطة على الضحايا، بقدر ما تحتفل بالوجه الأخر، المنتظر، الخياة، والأمل. 

في مجموعتها (ظلان يشبهان وجهي) تجاوز بين لمجموعاتها السابقة، قفز متقن وحكيم نحو فرادات لغوية، وابحار مختلف خلف الغواية والترصيع النبضي للحرف، لكي لا يبقى مجرد حطام مرايا، بل اتساع افق لا حدود لها.

في المجموعة وجع والم وهذا مشروع، فهي لا يمكن ان تتجاوز الجرح الذي لا يزال مفتوحا، وفي المجموعة حب ونبيذ ونوارس وحقول واطفال ورسم، وعناق، ومنفى، ومحطات سفر، وفراشات ومناديل مثقلة بالنحيب، وضحكات شقراء ترقص على صفحات الشمس. 

ثمة قصائد ذات نفس طويل في المجموعة، تلامس فيها ريما اجنحة السرد الشفيف والتداعيات، وثمة قصائد تشابه قطرة العطر. ضئيلة في مساحة القول، واسعة في مدى الأنفجار. 

صرخات الشجرة 
التي وصلت مسامع المعصرة 
جعلت الزيتون يبكي 
فجاء الزيت حزيناً... 

ريما محفوض، شاعرة تكتب بعمق نبضها، وتؤنس الخروف، وتشتل روحها في سهول لا حدود لاخضرارها. 
هي صوت فريد في قصيدة النثر السورية، وهي كذلك تحضر في سرب المتقدمين عربيا في كتابة هذا النمط من الشغر الحديث والمعاصر.  
اقرأ مجموعتها بكثير من الحب والشغف، واكتشف وراء كل قصيدة إمرأة من بكاء يضحك حتى الهذيان..

وعند انتهاء الاستاذة من قراءة مقدمة الشاعر والناقد مردوك الشامي. قرأت الشاعرة ريما محفوض بعضا من قصائد الديوان 
نختار منها قصيدة (لأني احبك) 

لأني احبك 
ظننت البيوت ستنهض 
من تحت الأنقاض 
وتعاود الأصطفاف 
كالأطفال 
في تحية العلم 
علم يتمزقون الآن 
لأجل الوانه وترتيب النجوم 
على قماش شبيه بالسماء 

ظننت أن من رحلوا 
عن قيد النفس 
سينفسون 
ويملؤون غرف البكاء 
بالضحكات 
وتعود الأرواح هابطة 
تلتقط الدم عن التراب 

لأني احبك 
أظن الحقول ستمتد 
بطواعية 
تحت أكف الفلاحين 
وتنجنب لنا ثمار الحياة 

تخيلت السحب مرارا 
تتكور على البلاد 
والأشجار تصد الريح 
وطلقات الرصاص 
وأنك 
بمسحة من يدك 
ستلغي 
الحدود بين الإوطان 
تنتزع 
بليلة قدر 
مسامير الصليب 
لتوحد الأديان 
لأني احبك جدا يا الله 
مازلت انتظر 
المعجزات.. !!

عادت الاستاذة سميرة الطعان مرة اخرى وقدمت اضاءة موجزة عن حياة المترجمة ندى محمد واعمالها الأدبية. ومنها مسرحية (مصطفى والسلطان) لفولك غريفيل. قامت المترجمة ندى محمد بترجمة النص المسرحي عن الأنكليزية التي اشارت في تقديمها الى انه قليلا مانعثر في المشهد المسرحي العربي والعالمي على مثيل له. 
فهذا اللون من الكتابة المسرحية بأبعاده الفكرية والفلسفية فضلا ً عن الدرامى والتراجيدي. هي نص مسرحي يعالج فلسفة الحكم الدكتاتوري المتسلط ومخاوف السلطان من المتربصين بالحكم. 

وتحدث الشاعر والكاتب محمد زاده عن الترجمة بشكل عام قديما وحديثا ودورها في الحركة الثقافية وتأثيرها على الشباب ودور الترجمة في تبادل الثقافي بين الغرب.
وقال قديما كان عند العرب سوق عكاظ وهو سوق للشعر بامتياز 
من قراءة ولفظ على حد سواء وهذا واقع الحال اليوم. لأن مناهج نظريات النقد الأدبي من الأساس جاءتنا من الغرب بأساليب اظهرت نظريات النقد ومدارسه واجناسه. الى ان اصبحت عالمية وليست حكرا على مكان اوناقد 

وقالت المترجمة ندى محمد : ترجمة الكتب الادبية تحتاج الى مترجم ابداعي. فالمترجم الأدبي يجب عليه ان يكون ملما بأخبار الادب ومدارسه النقدية. وان يكون لديه اسلوبا وطريقة في صياغة النص وان المترجم الادبي عندما يقرأ رواية يرغب في ترجمتها ويجد فيها عوالما بعيدة جدا عن مخيلته ومعرفته. 
فيسعى الى ان يتعلم ويتعرف على تلك العوالم ويصبح لديه فكرة اشمل عن المترجمين الأخرين. 
وتابعت محمد اذا اردنا ترجمة عمل ما من لغة ما. يجب ان نهيئ القارئ بالتعرف على الأصول الأدبية لهذه اللغة والأعمال التاريخية 
المكون لها. 

بعد قرات المترجمة ندى محمد مقطعا من هذا النص بعنوان (مهدي السجن) من رواية زفاف الياسمين المترجمة عن الفرنسية للكاتبة التونسية هاله الفقي 

طولها ثلاثة امتار وعرضها متران. الزنزانة صغيرة جدا. شعاع صغير من الضوء يخترق النافذة الضيقة، يرافقه نسيم عليل لا يملك ان يتغلب على ثقل رائحة البول. تصلني ضوضاء من بعيد، اتية من شارع بورقيبة. تونس تشتعل في الخارج والنيران تلتهم الأحياء. تترى لي قطعة سماء عبر النافذة الصغيرة. افكر بأولئك الرجال في الشوارع، في كل مكان من البلاد. اتخيل معاصمهم الممدودة في الهواء واكتافهم المتراصة. 
منذ ثلاثة اسابيع، نهض رجل واضرم النار في صمت تونس. محمد البوعزيزي، العاطل عن العمل والأبن البكر في عائلته، لم يكن يريد سوى بيع الفواكه والخضروات كي يكسب قوت يومه، بعد ان بصقت إمراة في وجهه وصادر رجال الشرطة عربته لعدم امتلاكه تصريحا للبيع، لم يتحمل الإهانة فأشعل النار في ملابسه 
واحرق نفسه امام أعين الجميع.

وفي الختام قامت الشاعرة ريما محفوض والكاتبة ندى محمد كتابهما. وغنى الفنان الجميل جان عيسى اجمل ما لديه عن القدود الحلبية والموشحات الأندلسية واغنية لفيروز برفقة الكاتبة ندى محمد على العود









 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات