القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

شعر: الحمام الأخير...

 
الخميس 10 تشرين الثاني 2016


فرحان كلش

يقولون كان شبه حمام 
يحوم في ما كان وطنا
ينتقل في مدى ذات جرح
من أرض نازفة الخواصر
إلى سماء مهددة بكثرة الأرواح
ومن درج منزل مهدم
إلى أسوار منزل


ومن حواف ساقية
إلى حضن ذكرى
ومن ظل كرمة سوداء
إلى ظل شهيد...
يعرض على الأنهار العاقرة
ولاداته في أكوام رماد
فالإحتراق في وطنه
نخب من الأنخاب... 
يبكي على أشلاء
منارات ممددة
بين ريش وأعشاب
ويلبس خلاخيل 
الصلبان الحزينة
وبكاؤه يلتهم 
غناءالنواقيس
ويعرض في جنحه
صورا هاربة من بعضها
في مدينة الخراب...
يفتش الحمام عن 
موانئ في أحلامه
يرسم وطنا حيا
وببقايا هديله القديم
يصعد ظهر القباب... 
يفتش عن قلب
دون فوارغ للحب 
ودون وثائق للعسكر
عن حديقة دون
دبابة محترقة
عن موقف باص
دون قصة إغتصاب...
في مدينة الحمام القديمة
أسطح يتيمة
بلا أعشاش للريح
تحترق في هدوء
ونوافذ تشتكي
أستارها المسروقة
وتحتها أجساد عشاق
تئن من رائحة الغياب...
وهناك أسراب أياد
تهيم في الجهات
وأثداء حمراء
تهرب من الشفاه الصغيرة
وزهر المدينة
يفقد ذاكرة الماء
حيث مخفرالذئاب... 
وفي درب الحمام
نيران متروكة للنهايات
وناس من غير وجوه
وآهات تتوسل السحاب... 
يمر الحمام
في أرض ليس فيها
غير لهاث البنادق
وجثث تنظر في البعيد
من يشربك يا وطني
دمك في الأكواب...
من تلك البلاد
يعود الحمام
يبكي في أول الطريق
يموت في آخر الطريق
وينمو ورد على قبره
يشبه بشرا من سراب...

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات