القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

خاطرة: أبكتني… دنيا

 
الجمعة 01 تشرين الثاني 2013


توفيق عبد المجيد

إلى قديسة الدرباسية …
إلى الشهيدة
دنيا
إلى الأب المفجوع والأم الثكلى
إلى الأعمام  والأشقاء والأهل
والأصدقاء
إلى أخي أشرف


أرجو أن تقبل مني هذه النبضات
فهي من أب مفجوع قبلك
أقسم على نفسه أن يذرف الدموع كلمات
معبرة تبكي كل فتاة كردية
لكن الفارق كبير
بنيتي ماتت في المشفى
ورأيت بأم العين شهقتها الأخيرة
أما بنيتنا دنيا
فقد اختطفتها رصاصة غادرة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بنيتي … دنيا
وتأبى الجراح أن تندمل بعد مرور
 أعوام أربعة
وتأبى الدموع أن تعود إلى منبعها
فتنحدر قطرات قطرات
ويأبى الحزن المتمرد إلا أن يخيم ويقيم
في جسم أنهكه المصاب
وقلب انهالت عليه الطعنات
دون رحمة
والضحية الوحيدة دائماً
هذا المجرّح الذي تقصدته  السيوف والسهام
من جميع الجهات
صبراً أخي أشرف
صبراً أختي أم دنيا
صبراً أيتها العائلة المنكوبة
أجل … أحبتي
ها هي دنيا تطل للمرة الأولى والأخيرة
تلك الفتاة المتفوقة الوحيدة
ابنة الثمانية عشر ربيعاً
بعينيها البنيتين
وشعرها الفاحم
وقدها الممشوق
تطل كعروس البحر
تحميها النوارس من خطر الأمواج
واسماك القرش والحيتان
تزفها إلى مثواها الأخير
في موكب جنائزي مهيب
 
لقد ودعت الجامعة والرفيقات
الدفاتر والكتب والأقلام والممحاة
ودعت الوجع والألم
والمعاناة
اختصرت السنين
تجاهلت الأحلام وأمشاطها
وألعاب الأطفال
بعثرت كل أشيائها
وقررت أن تحلق مع الطيور وتهاجر
إلى مكان بعيد
إلى جنان الخلد
 
بنيتي دنيا
لقد سبقتك ملهمتي لورين
ابحثي عنها
اسألي عنها
فلن تتوهي
سيدلك عليها الكثيرون
إنها صاحية العينين السوداوين
الواسعتين
والشعر الأسود
والخصر النحيل
والجمال الخلاب
صادقيها واسكني معها
وبلغيها تحياتي وأشواقي
بلغيها أنني كتبت الكثير وما زلت
وفاء لها وتلبية لوصيتها
 
أجل أخي أشرف
لقد أبكتني دنيا
أبكتني مرتين
الثانية عليها
والأولى على لورين


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 1
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات