أنا والمستحيل ملاذي
التاريخ: الأثنين 08 ايار 2023 الموضوع: القسم الثقافي
إبراهيم محمود
كلما ناشدتُ أرضاً كي أحطَّ حياتي نأت عني سماؤها لأنتهي بشتِات
*
كلما ناشدت سماء كي أشم هوائي أقصاني عنها أفق لأحظى بسياج يأس
*
كلما ناشدت طائراً كي أتبصر أرضي أطبق علي بجناحيه وارتطمت بصخرة ساخرة
*
كلما ناشدت دليلاً كي يبلغ بي برَّ أمان أقلق ظلي الدقيق وفخخ الهواء في وجهي
*
كلما ناشدت بحراً كي أكتسي أمواجه نحَّى ماءه جانباً وواجهني بسمك قرشه
* كلما ناشدت نهراً كي أطلق قلبي فيه أوقف النبعُ نبْضه ليودعَني دواماته
*
كلما ناشدت ورداً كي أبوح له بعناق داهمني شوك وامتلأت جراحاً
*
كلما ناشدت جبلاً كي أتوكأ قمة واجهني منحدر وتلبّستني هاوية
*
كلما ناشدت سلَّماً كي أعاين حدودي خذلتني خطوتي وفقدتُ جهاتي
*
كلما ناشدت جغرافية كي أطلق فيها روحي غزتني صحراء واختل توازني
*
كلما ناشدت شجراً كي تورق قصيدتي طوَّقني عراء وسُلِبتُ بوصلتي
*
كلما ناشدت ليلاً كي أقرأ سورة حلمي انقض علي ظلام وتناهبتني الكوابيس بغلّ
*
كلما ناشدت صبحاً كي أبصر أعماقي توحش النهار عن بكرة أبيه وأضعت الطريق إلى لغتي
*
كلما ناشدت كتاباً كي أنصب به عنواني تجنبتي أدوات الكتابة وعلَّقت في التيه
*
كلما ناشدت حدوداً كي أبثها إنسانيتي تزوبعتْ جهاتي وتبلبلت ذاكرتي
*
كلما ناشدت غدي كي أودعه ما ورائي عاركني وجودي وأُخرِجتُ من زماني
*
كلما ناشدت مرآة كي أطمئن وجهي استقام خراب أمامي وغشيَ على لساني
*
كلما ناشدت روحاً كي يستقر قلبي ضاقت علي حدودي وتحجَّر جسدي
*
كلما ناشدت امرأة كي نرزق طريقاً ونجمة انقلبت الحياة ضجيجاً وأصبتُ بفقدان الشهية
*
كلما ناشدت نفسي كي تهبني سكينة أرهبتني نفسي بنفسي لأنوس بين نفس ٍ ونفس ِ
*
كلما ناشدت أناي كي أتعرف على آخري أصاب أناي عجزٌ وانعجنتُ ذهولاً
|
|