في البداية حبذا لو تزودنا بنبذة عن السيرة الذانية للمدرب زياد الطعان :
المدرب (زياد الطعان) – مواليد 1968, البداية كأي لاعب في الأحياء الشعبية كانت بداياتي (لعبتُ في فريق براتي) بالقحطانية لسنوات طويلة ومنه انطلقت إلى نادي الجهاد, ولعبت في جميع فئات النادي, وفي عام 1989 انتقلت إلى نادي الشرطة المركزي, ولعبت له ثلاث مواسم, وتوقفت مسيرتي كلاعب في حادثة النادي عام 1991 في كأس الجمهورية, بعد ان أجريت لي ست عمليات جراحية داخل القطر وخارج القطر, نتيجة الكسور الكثيرة في جسمي.
بعدها اتجهت للتدريب, دربت:
1- نادي القحطانية لموسم واحد
2- نادي رميلان ثلاث مواسم, وصعدت به للدرجة الثانية
3- عملت مساعد مدرب مع البلغاري ستيفان بنادي الجهاد بالدرجة الأولى.
4- صعدت بنادي الجهاد من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية.
الدورات التي اتبعتها: فهي كثيرة, داخلية وخارجية
- مدرب معتمد, ومصنف من الدرجة الأولى في سورية منذ عام 2006
- حاصل على الشهادات الآسيوية C+B
- حاصل على الشهادة الدولية من الاتحاد الدولي الفيفا 2010
- حاصل على الشهادة الدولية من الأكاديمية العربية الإفريقية 2006 بالقاهرة
- الشهادة الدولية من اللجنة الأولمبية, اختصاص تدريب الناشئين, بالإضافة إلى دورات أخرى.
وإذا سمحت لي الظروف سوف أتبع الدورة الأوروبية الفئة A في جمهورية التشيك في الشهر السادس, وهي خاصة بالمحترفين.
لقد خدمت النادي لاعبا وخضت عدة تجارب تدريبية مع الجهاد, وفي ظروف مختلفة بدءا من الدرجة الأولى وانتهاء بالثالثة, كيف تقيم هذه المسيرة, وماذا قدمت للجهاد وما هي العبر التي استخلصت منها ؟
لقد خدمت النادي لاعباً في جميع فئاته, وكنت أساسياً من الناشئين حتى الرجال, ولقد ضحيت بمستقبلي كرمال عيون نادي الجهاد, ونادي الجهاد في دمي وفي قلبي, وله الفضل الكبير عليّ لاعباً ومدرباً.
وكمدرب قدمت للنادي الكثير, وما زال لدي الكثير الكثير, لكي أقدمه للنادي, لقد صنعت فريقاً شاباً ورائعاً سوف يخدم النادي لسنوات هذا الجيل من اللاعبين, قادر على إعادة البسمة إلى الجماهير الجهادية إذا...؟
لنعود الى الوراء قليلا, في الموسم الماضي كنتم على راس الكادر التدريبي , وفي منتصف المشوار تم اعفاءكم من التدريب بعد نتائج قيل انها سلبية , ليتسلم بعد ذلك محي الدين تمو المهمة ويستمر الى الموسم الجديد الذي انتهى قبل ايام. هل لكم ان تشرحوا لنا ظروف تكليفكم ومن ثم اعفاءكم ومسيرة خلفكم (التمو) ووضع الفريق ونتائجه في كل ذلك ؟
عندما استلمت قيادة الفريق في الدرجة الثالثة, كانت الإدارة يرأسها الأستاذ حسين المحمد والمحامي نوري طحيطح. كانت الظروف صعبة جداً, بسبب عدم توفر المال واللعب خارج الأرض, صندوق النادي كان خالياً تماماً, وبهمه الرجال, بدأنا رحلة التحدي, ومن لا شيء استطعنا أن نصعد بالنادي إلى الدرجة الثانية, بعد ان اكتسحنا كل الفرق التي قابلناها, وكل عملي هذا جاء دون أن أتقاضى قرشاً واحداً. لقد عملت بالمجان بسبب عدم توفر المال, لرد الجميل للنادي الذي تربيت فيه, والذي أعطاني الشهرة وحب الناس.
ثم بدأنا رحلة الإعداد للدرجة الثانية بنفس الإدارة, ولكن قبل بدء الدوري بأيام تغيرت الإدارة, وجاءت إدارة الأستاذ فؤاد القس ومنذ استلامهم وفي الأيام الأولى كان الهدف هو تغيير الأجهزة الفنية وعلى وجه الخصوص فريق الرجال, وبالفعل حدث ذلك قبل انتهاء مرحلة الذهاب بثلاث مباريات.
المهم في الأمر إننا دخلنا الدوري بقوة واستطعنا تحقيق نتائج إيجابية, وكان الفريق يمشي بصورة جيدة, ولكن ذلك لم يعجب البعض, وقالوا: غن النتائج غير جيدة, مع أننا لم نخسر سوى مباراتين مع الحرية في حلب وبصعوبة 3-2, ومع الفتوة بديرالزور 1-0. القصة طويلة وتحتاج إلى حلقات يكشف الحقائق, ووضع النقاط على الحروف, وللعلم أن الفريق تم إعداده بشكل مثالي, وفق برنامج علمي مدروس من جميع النواحي البدنية والفنية والتكتيكية. وقبل الدوري أجرينا معسكراً في دمشق لمدة عشرة أيام, استطعنا من خلاله تحقيق نتائج جيدة جداً, فزنا على المحافظة 2-0, وعلى الكسوة بالفريق الرديف 5-1, وفزنا على رجال نادي الوحدة بكل نجومه حتى محترفيه 1-0.
ادلى الكثيرون بآرائهم حول مستوى الفريق هذا العام وتقييم عمل المدرب والتشكيلة التي كان يلعب بها وكانت هناك انتقادات شديدة للمدرب كعدم وجود خطة للفريق وفقدان القائد واستبعاده لبعض اللاعبين المميزين عن التشكيلة مثل ادريس جانكير(هداف الفريق في الموسم السابق) والوقوف في وجه بعض اللاعبين الخبرة (قذافي عصمت– جومرد موسى– دارا محمد .... الخ) كيف تنظر الى هذه الاراء ؟
بالنسبة لهذا الموسم لم أشاهد أي مباراة للفريق بالدوري, وكنت أسمع بأن الفريق يفوز, ولكن المستوى غير مقنع, مع العلم أن فرق مجموعتنا كان مستواها متواضعاً جداً, والدليل أننا تأهلنا بكل سهولة إلى التجمع.
لماذا فشل الفريق في الصعود و من يتحمل المسؤولية ؟
أعتقد أن فريقنا أضاع الصعود من المباراة الأولى مع الكسوة المتواضع, فلو فزنا فيها, لكان التأهل من نصيبنا, وأعتقد أن التشكيل الذي بدأنا فيه المباراة لم يكن موفقاً إطلاقاً.
الفريق لم يعد بالشكل الأمثل للتجمع, مع أن كل الإمكانات توفرت للفريق ومن مختلف النواحي.
عدم الاستقرار على التشكيلة أثناء الدوري, وذلك لخلق حالة الانسجام بين أفراد الفريق.
الإعداد النفسي لم يكن بالشكل الأمثل.
الخطأ الفادح الذي وقعوا فيه, هو التفريط بالنجم جومرد موسى – عدم جلب قذافي عصمت, واللاعبان يتمتعان بالخبرة وحسن القيادة داخل الملعب, والفريق كان يحتاج إلى هكذا لاعبين وإلى قائد في الملعب, وخاصة في خط الوسط.
وضع إدريس جانكير الهداف على دكة البدلاء, ووجوده كان ضرورياً في الملعب.
أما مسؤولية عدم تأهل النادي, أعتقد أن الكل يتحمل المسؤولية: الجهاز الفني – الإدارة – وحتى اللجنة الكروية.
كيف تنظر الى مستقبل الفريق, وما هي مقومات الصعود الى الدرجة الاولى في الموسم القادم ؟
نحن نملك جيلاً من اللاعبين الممتازين, وهذا الفريق قادر على أن يعيد الهيبة والبسمة إلى الجماهير الجهادية, والصعود إلى الدرجة الأولى, بشرط أن يتم إعداده بشكل علمي مدروس, وفق برنامج متكامل. الفرصة كبيرة بعد صدور قرار زيادة عدد الفرق إلى (16 فريق), بشرط أن يتم وضع برنامج متكامل لإعداد الفريق من مختلف النواحي (معسكرات – مباريات قوية, استعداديه, لأننا سوف نقابل فريقان من أندية الدرجة الولى, وهذا بحاجة إلى جاهزية مثالية, والفرصة كبيرة للعودة إلى الأضواء, فما علينا إلا ترك المصالح الشخصية جانباً, والتفكير بمصلحة النادي أولاً وأخيراً, والعودة به إلى مكانه الطبيعي. فريقنا كان يستحق الصعود بجدارة, لمل يملكه من لاعبين مميزين قادرين على تغيير النتيجة في أي لحظة, وفارق المستوى بين فريقنا والفرق التي قابلناها كبير جداً. نحن أحسن بكل شيء, ولكن لو تم توظيف إمكانيات اللاعبين بالشكل المطلوب, لكان الصعود من نصيبنا 100٪, وبفارق كبير من الأهداف.
والخطأ الذي وقع فيه القائمون على الفريق, بأنهم ذهبوا إلى التجمع وهم متأهلون سلفاً, وهذا خطأ فادح جداً. يجب أن تحترم خصومك مهما كان مستواهم, حتى تستطيع تحقيق الفوز عليهم.
الآن هناك أصوات عديدة تنادي بعودة زيادة الطعان لقيادة دفة الفريق . هل لديكم الاستعداد لقبول هذه المهمة , وهل لديكم شروط ؟
نحن كلنا ملك للنادي, أنا واحد من أبناء هذا النادي العريق, فعندما يحتاجني النادي لن أتردد, بشرط أن تكون الأجواء مريحة داخل النادي. متطلبات العمل متوفرة, وهذا أهم شيء, ولكن في هذه الفترة بالذات أعتذر عن العمل, وأشكر كل من يطالب بعودتي لقيادة الفريق, وهذا دليل على حبهم لناديهم, ولهم مني ألف قبلة, لأن الأجواء في هذه الفترة بالنادي صعبة للغاية, ولا ندري ماذا تخبئ لنا الأيام القادمة. وإن شاء الله تجري الأمور في الطريق الصحيح. فأنا لست بعيداً عن النادي, ولن أبتعد عنه, فهو جزء من حياتي, ولكن لكل فترة ظروفها. متمنياً دوام التوفيق والنجاح لنادينا الغالي, والعودة السريعة إلى الأضواء, وهذا لن يحدث إلا بتكاتف الجميع من أبناء النادي, بعيداً عن المحسوبيات. وأقول لن يخدم ويفيد النادي إلا أبناء النادي, بشرط أن يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب, وهذا نا يتمناه كل جهادي.
كلمة أخيرة
في نهاية حديثي أقول: يجب أن تتغير العقلية التي يدار بها النادي, نحن في عصر الاحتراف, وكرة القدم أصبحت علماً يدرس مثله مثل باقي العلوم, ويجب استقطاب أبناء النادي للعمل وفي كل المجالات, وإبعاد كل من ليس له علاقة بالرياضة عن النادي, لأن كثرة الحوبقة أضر بالنادي, وهذا ما شاهدناه مؤخراً. فكيف لأشخاص ليست لهم علاقة بكرة القدم, وبالرياضة على وجه الخصوص داخل الملعب, ويتكلمون وكأنهم خبراء. كان الأمر بالنسبة لي محزناً جداً, وترك في قلبي غصة. فكيف لهؤلاء الذين لا تربطهم بالرياضة شيء داخل النادي وأبناء النادي خارج النادي.
أتمنى أن نستفيد من الدرس جيداً لتصحيح الأوضاع, وسوف يصب هذا الشيء في مصلحة النادي, إن شاء الله.
وتقبلوا فائق تحياتي واحترامي