-أما ما تقوله المؤلفةب (أنزواء المرأة المسلمة داخل المنزل وارتدائها الحجاب،أسهما في تكريس حالة تخلفها وبالتالي تخلف المجتمع )وإن حجاب المرأة يعطل نصف المجتمع، إذ إن الإسلام يأمرها أن تبقى في بيتها:
الجواب:
1- إن الأصل في المرأة أن تبقى في بيتها، قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَـاهِلِيَّةِ الأولَىا} [الأحزاب:33]. ولا يعني هذا الأمر إهانة المرأة وتعطيل طاقاتها، بل هو التوظيف الأمثل لطاقاتها.
2- وليس في حجاب المرأة ما يمنعها من القيام بما يتعلق بها من الواجبات، وما يُسمح لها به من الأعمال، ولا يحول بينها وبين اكتساب المعارف والعلوم، بل إنها تستطيع أن تقوم بكل ذلك مع المحافظة على حجابها وتجنبها الاختلاط المشين.
وكثير من طالبات الجامعات اللاتي ارتدين الثوب الساتر وابتعدن عن مخالطة الطلاب قد أحرزن قصب السبق في مضمار الامتحان، وكن في موضع تقدير واحترام من جميع المدرسين والطلاب.
3- بل إن خروج المرأة ومزاحمتها الرجل في أعماله وتركها الأعمال التي لا يمكن أن يقوم بها غيرها هو الذي يعطل نصف المجتمع، بل هو السبب في انهيار المجتمعات وفشو الفساد وانتشار الجرائم وانفكاك الأسَر، لأن مهمة رعاية النشء وتربيتهم والعناية بهم ـ وهي من أشرف المهام وأعظمها وأخطرها ـ أضحت بلا عائل ولا رقيب.
-أن التبرج الذي تبدو به المرأة كاسية عارية لا يثير انتباه الرجال، بينما ينتبه الرجال عندما يرون امرأة متحجبة حجابًا كاملاً يستر جسدها كله، فيريدون التعرّف على شخصيتها ومتابعتها؛ لأنّ كلَّ ممنوع مرغوب.
الجواب:
1- ما دام التبرج أمر عادي لا يلفت الأنظار ولا يستهوي القلوب فلماذا تبرّجت؟! ولمن تبرجت؟! ولماذا تحمّلت أدوات التجميل وأجرة الكوافير ومتابعة الموضات؟!.
2- وكيف يكون التبرج أمرًا عاديًا ونرى أن الأزواج ـ مثلاً ـ تزداد رغبتهم في زوجاتهم كلما تزينّ وتجمّلن، كما تزداد الشهوة إلى الطعام كلما كان منسقًا متنوعًا جميلاً في ترتيبه ولو لم يكن لذيذ الطعم؟!.
3- إن الجاذبية بين الرجل والمرأة هي الجاذبية الفطرية، لا تتغير مدى الدهر، وهي شيء يجري في عروقهما، وينبه في كل من الجنسين ميوله وغرائزه الطبيعية، فإن الدم يحمل الإفرازات الهرمونية من الغدد الصماء المختلفة، فتؤثر على المخ والأعصاب وعلى غيرها، بل إن كل جزء من كل جسم يتميز عما يشبهه في الجنس الآخر؛ ولذلك تظهر صفات الأنوثة في المرأة في تركيب جسمها كله وفي شكلها وفي أخلاقها وأفكارها وميولها، كما تظهر مميزات الذكورة في الرجل في بدنه وهيئته وصوته وأعماله وميوله. وهذه قاعدة فطرية طبيعية لم تتغير من يوم خلق الله الإنسان، ولن تتغير حتى تقوم الساعة.
4- أودع الله الشبق الجنسي في النفس البشرية سرًّا من أسراره، وحكمة من روائع حكمه جلّ شأنه، وجعل الممارسة الجنسية من أعظم ما ينزع إليه العقل والنفس والروح، وهي مطلب روحي وحسي وبدني، ولو أن رجلاً مرت عليه امرأة حاسرة سافرة على جمال باهر وحسن ظاهر واستهواء بالغ ولم يلتفت إليها وينزع إلى جمالها يحكم عليه الطب بأنه غير سوي وتنقصه الرغبة الجنسية، ونقصان الرغبة الجنسية ـ في عرف الطب ـ مرض يستوجب العلاج والتداوي.
5- إن أعلى نسبة من الفجور والإباحية والشذوذ الجنسي وضياع الأعراض واختلاط الأنساب قد صاحبت خروج النساء مترجات كاسيات عاريات، وتتناسب هذه النسبة تناسبًا طرديًا مع خروج النساء على تلك الصورة المتحللة من كل شرف وفضيلة، بل إن أعلى نسبة من الأمراض الجنسية ـ كالأيدز وغيره ـ في الدول الإباحية التي تزداد فيها حرية المرأة تفلّتًا، وتتجاوز ذلك إلى أن تصبح همجية وفوضى، بالإضافة إلى الأمراض والعقد النفسية التي تلجئ الشباب والفتيات للانتحار بأعلى النسب في أكثر بلاد العالم تحللاً من الأخلاق.
6- أما أن العيون تتابع المتحجبة الساترة لوجهها ولا تتابع المتبرجة فإن المتحجبة تشبه كتابًا مغلقًا، لا تعلم محتوياته وعدد صفحات وما يحمله من أفكار، فطالما كان الأمر كذلك، فإنه مهما نظرنا إلى غلاف الكتاب ودققنا النظر فإننا لن نفهم محتوياته، ولن نعرفها، بل ولن نتأثر بها، وبما تحمله من أفكار، وهكذا المتحجبة غلافها حجابها، ومحتوياتها مجهولة بداخله، وإن الأنظار التي ترتفع إلى نورها لترتد حسيرة خاسئة، لم تظفر بِشَروَى نقير ولا بأقلّ القليل.
أما تلك المتبرجة فتشبه كتابًا مفتوحًا تتصفّحه الأيدي، وتتداوله الأعين سطرًا سطرًا، وصفحة صفحة، وتتأثّر بمحتوياته العقول، فلا يترك حتى يكون قد فقد رونق أوراقه، فتثنت بل تمزق بعضها، إنه يصبح كتابًا قديمًا لا يستحق أن يوضع في واجهة مكتبة بيت متواضعة، فما بالنا بواجهة مكتبة عظيمة؟! .
-ومن ثم لم يكن الرجل هو الذي فرض الحجاب على المرأة فترفع قضيتها ضدّه لتتخلّص من الظلم الذي أوقعه عليها، كما كان وَضعُ القضية في أوربا بين المرأة والرجل، إنما الذي فرض الحجاب على المرأة هو ربها وخالقها الذي لا تملك ـ إن كانت مؤمنة ـ أن تجادله سبحانه فيما أمر به أو يكون لها الخيرة في الأمر، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـالاً مُّبِينًا} [الأحزاب:36].
2- إن الحجابَ في ذاته لا يشكل قضية، فقد فرض الحجاب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفذ في عهد، واستمر بعد ذلك ثلاثة عشر قرنًا متوالية وما من مسلم يؤمن بالله ورسوله يقول: إن المرأة كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مظلومة.
فإذا وقع عليها الظلم بعد ذلك حين تخلّف المسلمون عن عقيدتهم الصحيحة ومقتضياتها فلم يكن الحجاب ـ بداهة ـ هو منبع الظلم ولا سببه ولا قرينه، لأنه كان قائمًا في خير القرون على الإطلاق، وكان قرين النظافة الخلقية والروحية، وقرين الرفعة الإنسانية التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية كله.
-وهل ما أشاهده في الشرق الأوسط اليوم من تدني حضارة ونزاعات طبقية وقومية وأقليمية يعود سببه الى ما نسميه -الحجاب-المرأة تحررت كما ترون أنتم تلبس وتغني ماتشاء تذهب يمنة ويسرى هل تغير في الشرق من تغير في الظلم والأطهاد اليومي -هل أوجدت لها أو (له)ضمان صحي وأجتماعي ووووالخ...
- ثم لا تذكر براقع نساء النصارى وهل هن في تخلف أيضا ،ورهبنتهن وهذه النقطة الحاسمة والقاطعة في مسألة العنف ضد المرأة لم تذكر كاتبتنا لنا هذه النقطة ،تكبت أنوثتها وتكبح مشاعرها الأنسانية والنفسوغرائزية الطبيعية بأسم الرهبنة -راهبات- وقد قطع الأسلام دابر كل هذا الموضوع بكلمة واحدة أنه (لا رهبانية في الأسلام)وفتح طريق النكاح ووضع طوابطه الشرعية .
-أما بخصوص ذكرت عن الخليفة عمر بن الخطاب -ص37-وفي صلب الموضوع :لو كان لتصرفات آحاد الصحابة أو التابعين مثلاً قوة الدليل الشرعي دون حاجة إلى الاعتماد على دليل آخر لبطل أن يكونوا معرّضين للخطأ والعصيان، ولوجب أن يكونوا معصومين مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هذا لأحد إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أما من عداهم فحقَّ عليهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل بني آدم خطاء))، وإلاّ فما بالنا لا نقول مثلاً: يحل شرب الخمر فقد وجِد فيمن سلف في القرون الخيِّرة من شربها؟!
-اما بالنسبة الى مرجعها لكتاب الجزري شاعر الحب والجمال للكاتب خالد جميل محمد وتوظيف الشعراء الصوفيين المرأة بصفتها رمزا للمحبوب الحقيقي وهو الله( العنف ضد المرأة-الصفحة47)-والجزري ص39-/روحي الحب والمحبوب/ هما نورشمس واحدة –هي شمس الذات الألهية. والبيت المذكور هي في الصفحة38 والمحب هنا العارف الصوفي الذي يتحدث عن الوحدة المطلفة بين روحي المحب والمحبوب في فلك واحد هو فلك الذات الألهية ،والكاتب يشرح حال الجزري مع محبوبه( الله) وموافقته للشاعرالفارسي حافظ الشيرازي ، فهنا لم يوظف البيت الذي أخذتها المؤلفةمستوفيا بيت القصيد الذي نحن بصدده، بينما أذا راجعنا الصفحة التي يليها من كتاب الجزري ص41-فنجد بيتان للشاعر الجزري مستوفاة للغرض المطلوب وهو تشبيه المحبوب (الله) بالحسناء،هذه نقطة والملاحظة الثانية أشارت الكاتبة الى ال-ص170-مرجعا ثانيا لها بغرض الموضوع وموضوع الصفحة في –الجزري شا...-تتحدث عن ماهية القياس وأرتباط المعرفة بثالوث الحب والجمال والسكر وأعداد النفس للمجاهدة والرياضات الروحية فأين من هذا بذاك وكان يجب قراءة المرجع وهو كتاب –الجزري بدقة لتشاكل المعضلات الفلسفية الروحية فيه بشكل كبير وقد نوه الكاتب ذاته لهذه النقطة في مقدمة كتابه في الص15-بقوله:(حيث يحتاج مثل هذا الخطاب الى أدوات في مقامه،وآليات قراءة في مستوى تلك الرفعةالتي يمتاز بها)-وأوافقه الرأي لأن في نص الكتاب نفسه هنالك صفحات وصفحات تلبي موضوع وغرض المؤلفة ميديا محمود حول أستخدام الرمز الصوفي –ص150-ص115-ص148 ص154 ص155ولم ترجع اليه ووووو....
وكيف لم تلاحظ وتقرأعلى سبيل المثال الصفحة -46-وتستشهد بقول ابن عربي (في كتابه فصوص احكم )والذي استعمله الكاتب خالد جميل محمدنفسه، مرجعا له وهو قوله أي الشيخ الأكبر): ان الحق لا يشهد الا مجردا عن الموادأبدا، لأنه بالذات غني عن العالمين، فاذا كان الأمرمن هذا الوجه ممتنعا، لم يكن الشهود الا في مادة فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله) ومن ثم الجزري شبه محبوبه بالوردة والفراشة أيضا –راجع الجزري ص53-54-55-وتجلي المولى سبحانه لموسى الكليم(ع)و كان شهوده في الجبل وليس في أي شىء آخر .