القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 347 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: عفرين أيقونة الزيتون

 
الأثنين 14 تشرين الثاني 2022


أحمد حسن

تقع منطقة عفرين بنواحيها السبع (مركز عفرين – راجو – شيخ الحديد – معبطلي – بلبل – جنديرس – شران) وقراها ( 366 ) قرية ضمن منطقة جبلية في أقصى الزاوية الشمالية الغربية من سوريا تشكل الحدود السورية التركية، موطن الزيتون حيث يفوق عدد أشجار الزيتون فيها (20 مليون شجرة) مناخها متوسطي لقربها من البحر الأبيض المتوسط، وهذا مايعطيها أهمية استراتيجية،  ويحدّها من الغرب سهل العمق في لواء اسكندرون والنهر الأسود في عفرين الذي يرسم في تلك المنطقة خط الحدود، من الشمال خط سكة القطار المار من ميدان إكبس حتى كلس، من الشرق سهل اعزاز ومن الجنوب منطقة جبل سمعان. وهي منطقة جبلية معدل الارتفاع 700 - 1269 م، أعلى قمة فيها تسمى الجبل الكبير(  ( Girê mezinالذي يعد جزءاً من سلسلة جبال طوروس في سوريا، مساحتها حوالي 3,850 كم² أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا تقريباً.


منطقة عفرين كانت من المناطق المغضوب عليها والمهملة خدمياً ومن جهة تنفيذ المشاريع على مرّ السلطات المتعاقبة على سوريا لديمغرافيتها القومية المتميزة على الرغم من غناها بكافة منتوجاتها الزراعية من زيتون وقمح وجميع أنواع الفاكهة ووجود العديد من المواقع الأثرية والسياحية (قلعة سمعان والنبي هوري وقلعة باسوطة ومغارة دوداري وعيندارا وشلالات كمروك وبحيرة ميدانكي وجسر هره دره ........... ) وغيرها من الأماكن السياحية. 
   ومازاد الطين بلّة على منطقة عفرين وأهلها ماحدث لها بعد انطلاقة الثورة السورية (15/3/2011 ) التي حُرفت عن مسارها، وسُرقت قيمها كثورة من أجل (الحرية والكرامة) والتي أصبحت كارثية على كل سوريا بشكل عام وكوردستان سوريا وعفرين بشكل خاص حيث مرت بأربعة مراحل عصيبة لحد الآن :
1) مرحلة النظام البعثي: التي همشت منطقة عفرين، وتعاملت معها بعقلية بعثية شوفينية من تعريب ووتوزيع أراضي الكورد على بعض العرب الذين استجلبوهم من مناطق أخرى بحجة الإصلاح الزراعي  والتضييق على الأحزاب والسياسيين وإلغاء الهامش الديمقراطي والملاحقات الأمنية لطلاب المعاهد والجامعات والفصل التعسفي للطلبة والموظفين الكورد وعدم وجود التمثيل الحقيقي لأبناء منطقة عفرين في الهيئات والمجالس (مجلس الشعب – مجلس محافظة حلب – مديرية التربية - ........ ) مما الحق الكثير من الغبن والتهميش لهذه المنطقة.
2) مرحلة بعد ( 15/3/2011 حتى 18/3/2018 ) : في هذه المرحلة استلم حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني) وجناحها العسكري منطقة عفرين من النظام السوري، كما غيرها من المناطق في كوردستان سوريا بمسرحيات هزيلة أسموها (ثورة روج آفا) وفرضت إدراة حزبية جاهلة حيث ألغت دور الأحزاب السياسية العريقة ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات الثقافية والفنية والشبابية واعتمدت على المتسلقين والانتهازيين والبعثيين والبسطاء والجهلاء وخربت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية ....... الخ في المنطقة وفرضت التجنيد الاجباري ومضايقة واعتقال السياسيين والمثقفين، وكل من يختلف معهم واستحداث العديد من السجون السيئة الصيت والتعذيب الوحشي وقمع كل نشاط أو حراك سياسي أو مدني مما أدى الى هجرة عشرات الآلاف من الشباب والشابات والمثقفين والأكاديميين والسياسيين إلى دول الجوار وأوربا وامريكا وغيرها فأفرغت منطقة عفرين من خزانها البشري الفاعل والتي كانت الروافع والدعامات الأساسية للمجتمع العفريني (علمية – ثقافية – أكاديمية – سياسية – طاقات شبابية - ...... ) وافتعلت هذه الإدارة صراعات وهمية بالوكالة كانت تتطلب التعامل بحنكة وديبلوماسية والكثير من المسؤولية لتجنب المنطقة من الويلات والكوارث سواء مع المحيط العربي أو التركي كدولة قوية، وتشاركنا كمناطق كوردية تمتد من راجو الى ديريك مسافة أكثر من ( 900 كم ) فأعطت مبررات لأن تكون المنطقة مستهدفة من تركيا والفصائل العسكرية بحجة محاربة الإرهاب والاستفزازات المتعمدة مما أدت الى الحرب الكارثية على عفرين وأهلها في ( 20/1/2018 ) وسط صمت دولي وامريكي وروسي .
3) مرحلة مابعد ( 18/3/2018 ) : نتيجة سوء تصرف الإدارة في عفرين والاستفزازات المتعمدة للجوار العربي والتركي وبحجة ملاحقة ومحاربة الإرهاب وفي ظل عدم التكافؤ في القوى والعتاد بين تركيا والفصائل المدعومة منها مع وحدات حماية الشعب كانت الحرب على عفرين وأهلها في (20/1/2018 ) والتي جلبت الدمار والخراب والتهجير للمنطقة، فهجرت مئات الآلاف من أبناء المنطقة، وسكنوا مخيمات الذل والهوان في الشهباء وتل رفعت وغيرها، وسكنوا بدلاً منها العوائل العربية والتركمانية من باقي المناطق مما أدى الى نوع من  التغيير الديمغرافي، ومارست الفصائل والمجاميع العسكرية شتى أنواع الظلم والنهب والسرقة، وارتكبت الكثير من الانتهاكات والأخطاء بحق أهالي المنطقة مما أدى الى المزيد من الهجرة والتهجير على الرغم من إصرار وتصميم العديد من العوائل العودة الى عفرين وقراها مهما كلف الأمر حيث لا بديل عن العودة والتشبث بالأرض منعاً لأي تغيير ديمغرافي يودي المنطقة الى الضياع .
4) مرحلة دخول هيئة تحرير الشام ( 13/10/2022 ) :
في بداية الشهر العاشر من العام 2022 حدث قتال بين الفصائل العسكرية في منطقة الباب بعد اغتيال الإعلامي محمد غنوم وزوجته الحامل وراح ضحيتها العديد من الضحايا المدنية والعسكرية مما حدا بهيئة تحرير الشام الدخول الى منطقة عفرين بالتحالف مع بعض الفصائل في منطقة عفرين وبتنسيق إقليمي ودولي مما سهلت السيطرة على عفرين وجنديرس والعديد من القرى والبلدات وقاتلوا الفيلق الثالث وأجبروه للخروج من المنطقة الى مدينة اعزاز 
ونتيجة ذلك دخلت المنطقة مرحلة جديدة بسيطرة فصيل مصنف إرهابياً وفق قرار مجلس الأمن ( 2253 ) ذي فكر سلفي متطرف كما غيره من الفصائل الموجودة في عفرين والغريبة عن ثقافة وتراث وعادات وتقاليد المنطقة كمجتمع حضاري منفتح متعلم ومسامح واذا استمر سيطرة هيئة تحرير الشام وحلفائه على المنطقة ستذهب أجيال من أبناء المنطقة الى الدعشنة والسلفية.
رغم مطالبة العديد من الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية ومطالبة المجلس الوطني الكردي والمطالبات الشعبية بخروج هيئة تحرير الشام من منطقة عفرين لحد الآن لم تخرج أمنياً، وتعومت داخل الفصائل المتحالفة معها مختبئة بلباسها وساكنة مقراتها مما ينذر بمرحلة خطيرة وسوداوية ستجلب كوارث جديدة على المنطقة وأهلها اذا لم تتدخل الدول الفاعلة في الشأن السوري لخروجها النهائي من عفرين .
   ومن هنا فإن أهالي منطقة تناشد، وتطالب كافة الدول المعنية بالشأن السوري وكافة الهيئات والمنظمات الدولية أن تقوم بواجبها الإنساني والأخلاقي والقانوني للعمل والضغط على هيئة تحرير الشام وغيرها من الفصائل للخروج من منطقة عفرين وتسلم المنطقة لإدارة مدنية من أهالي المنطقة وبإشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ولجان حقوق الانسان وغيرها لإنقاذ عفرين وسري كانيه وكري سبي وغيرها من الكوارث ريثما تحل القضية السورية كاملة سياسياً وفق قرار مجلس الأمن (2254)  والقرارت ذات الصلة  للوصول الى دولة ديمقراطية برلمانية اتحادية تنعم فيه كافة المكونات بحقوقه وحريته وكرامته . 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات