القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي

























 

 
 

مقالات: منيار بونجق.. أنموذج من شبابنا المضحي!

 
الخميس 09 نيسان 2020


إبراهيم اليوسف
 
أتيح لي، أن أتواصل مرة أخرى- بمنيار، ابن الصديق فرمان بونجق، أمس، للاطمئنان على صحته، ولمتابعة أبعاد، ما يتعلق  بطبيعة الحملة التي تمت بحق أسرتهم، وراح يسرد لي بعض التفاصيل، عما كتب من منشورات، وتعليقات ظالمة لم يكن هدفها ابن الأسرة - شاكر- الذي تبرأ من أعماله أهله، بعد انتشار أنباء انضمامه للمرتزقة السوريين الذين سيقوا –كما أيام سفربرلك- في حروب تركيا المجنونة،  ليحاربوا طرفاً ليبياً ضد آخر، نصرة لمخطط تركيا -الاستعماري المتجدد في المنطقة- وهي التي تأسست خريطتها من خلال ابتلاع خرائط الآخرين، بل إن أسلافها لم يكونوا إلا طاعون التاريخ، وما نتج في التالي، من إعادة رسم خرائط المنطقة كان نتيجة الفيروس الذي نشروه، وتواطؤ الدول الكبرى.


 في ما يتعلق بأوضاع هؤلاء المرتزقة السوريين، ثمة منهم من استغل نظام أردوغان جوعهم، وتشردهم، وبؤسهم، وشقاءهم، وفق مخطط تقديم الرغيف ومن ثم سحبه، من أجل الإيقاع بهم، وجعلهم وقوداً في حروبه اللئيمة في المنطقة، على أمل توسيع خريطة عرشه. خريطة تركيا، على المبدأ الذي تأسست عليه هذه الدولة، ولعل أجهزة أمنها استغلت وجود شاكر على أراضيها، ودفعت به إلى ليبيا، باعتباره يعرف ذلك المكان- وإن كان في إمكانه القبول - بإعدامه- على أيديهم، مقابل رفضه الانصياع لأوامرهم، إلا -اللهم- إذا كان - في الأصل- أحد المتطوعين مع فصائلهم، لهذا السبب أو ذاك، وهو ما لا يغفر له، لأن مجرد التطوع أعظم جريمة ضد شعبه.
إذاً، تحمل تركيا تبعات جريمة كبرى، تضاف إلى جرائمها، ماضياً وحاضراً، ألا وهي تشويه اللاجئين إليها - ما استطاعت- ودفعهم إلى لجة الحرب، وفق ما تريده هي، ليكونوا مجرد بيادق توجههم، كما تشاء. وقوداَ في محرقتها مشتعلة الوطيس، بعد أن هجروا من وطنهم تحت وطأة الحرب الدائرة، وبسبب  سلوك نظام مجرم، هوشريك تركيا في مخططها، وإرهابها، في المنطقة منذ عشرات السنوات!
إن أسرة بونجق، اضطرت للهجرة إلى إقليم كردستان، بعد استشهاد ابنها: أحمد، وكتب والده الكثير في مواجهة قتلة ابنه، نتيجة نشاط سابق لهذا الأخير، والذي كان من ضمن ما قام به هو الدفاع عن سري كانيي، قبل ظهور أي طرف رسمي يدافع عنها.
بيني ومنيار بونجق، نجل الكاتب فرمان بونجق، تواصل خاص، كلما أتيح لنا المجال، ومتى كان ثمة  ضرورة، إذ إنه شد انتباهي إليه، عندما انضم إلى- بيشمركة روج- وكان له نشاط بارز على صفحات التواصل الاجتماعي، بل إنه أحد شبابنا الشجعان في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي وجميع المعارك على الإقليم حتى اللحظة، وقد تعرض، أثناء مواجهته معارك- الريفراندوم/ الاستقلال ضد إرهابيي بغداد وإيران ولبنان وسوريا، للإصابة، من قبل هؤلاء، ما أ فقده إحدى عينيه، وشل بعض أطرافه- ولايزال يستعين بعكازين- بعد أن أمضى فترة طويلة في الاعتماد على - الكرسي المتحرك- وهو الشاب في ريعان شبابه، وعنفوان قوته، وإرادته، وأعلمني أمس أنه أجرى حوالي أربعين عملية جراحية، حتى استطاع أن يصل مرحلة الاستعانة بعكازين!
سألته عن كيفية مشاركته في الحرب- وكنت أعرف ذلك- فقال لي:
عندما شنت القوات العراقية- وميليشات الارتزاق التابعة لإيران من عراقيين وسوريين ولبنانيين - وبالتنسيق مع المأفون قاسم سليماني – حربهم لمحو الإقليم. محق الكرد.  كان آنذاك، في إجازة، وآلمه احتلال كركوك وتوجه هؤلاء الفصائل لاحتلال: هولير/أربيل- وبقية مدن الإقليم، ف "قطع" إجازته، كما يقال، والتحق بقطعته، ليقول له قائده:
عد، أنت الوحيد، الآن، لأبويك، فقد استشهد لك شقيق، وثمة آخر بيشمركي وهو شقيقك" محمد" الذي يحارب معنا ضد الأعداء " للأسرة العشرات من المتطوعين في بيشمركة روج"، وقال رفضت ذلك، وانخرطت في المعارك، لتستهدفني ومجموعتنا قذيفة، استشهد إثرها ثمانية من رفاقي، ولأفقد عيني وأصاب بالشلل!
وما يسجل لمنيار أكثر:
أنه أصيب منذ أيام بكسرفي ضلعه، وهو يوزع المواد التموينية، في حملات رفاقه البيشمركة التطوعية، في فترة- الحجر الصحي العام في الإقليم- وحدث أن صعد إلى أحد الطوابق العليا، عبر الدرج، وبوساطة عكازيه، وبيده - سلة غذائية- لأسرة لاجئة محتاجة، فتهاوى أرضاً، وتعرض لذلك الكسر الذي أقعده الفراش من جديد!
 
إذاً، الحملة على  أسرة بونجق واضحة الأسباب!
وابنها- المتبرأ منه- هو مسؤول عن أفعاله. جريمته-إن كانت تمت حقاً- وينبغي تناوله هو، بعيداً عن سوريالية الحكم على سواه
ثمة أمر آخر، اتذكره، وهو صور الكاتب فرمان بونجق الذي ذهب إلى ساحات المعارك ضد الإرهابيين، بعيد غزو - شنكال- ونشر ذلك- كتقرير ميداني علىأكثرمن حلقة- في موقع ولاتي مه!
ثمة أمر جد مهم، أيضاً، أريد أن أبينه، وهو أنني كلما وجدت حملة على كاتب ما. على ناشط ما، فأقف في مواجهتها، ولعل الكثير من بيانات رابطة الكتاب والصحفيين/ الاتحاد العام للكتاب والصحفيين، أبادر، وبالتعاون مع زملائي لنشرها،  لا تهمني الجهة- الشخص- الأشخاص- الذين هم وراء هذه الحملات، وما هويتهم، إلا أنني أقف إلى جانب أي امرىء يتعرض للظلم، من أجل حرية رأيه، ولاضير من أن أخسر كل من تسول له نفسه الإساءة للآخرين، إلا أنني أضع، رأسي كل ليلة على وسادتي، مرتاح الضمير.
وإذا كنت أتناول -هنا- منيار بونجق، كأنموذج، فإن عشرات الآلاف من شبابنا الذين انخرطوا في معارك الدفاع عن أهلهم، في مواجهة الإرهاب بأشكاله، في كردستان سوريا- العراق... في مناطقهم، يستحق كل منهم تناوله، مطولاً، ولابد من فعل ذلك. إنهم أبناؤنا. مواطن فخارنا واعتزازنا، بعيداً عن استثمار أحد، لأجل جهة أو طرف!


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.63
تصويتات: 11


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات