القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 527 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: سجون ومعتقلات الدكتاتور كورونا.. رؤساء وقادة ونجوم وهامشيون!

 
الأربعاء 08 نيسان 2020


إبراهيم اليوسف
 
بعيداً عن أية تسمية، لأي شخص، سواء أكان ممن أسندت إليهم مهمَّات رفيعة، من حكام و رؤساء جمهوريات ورؤساء حكومات ووزراء وأبطال، من جهة، أو محكومين، من مواطنين هامشيين، أو متسولين، أو ممن ينتمون إلى المراتب كافة في السلم الاجتماعي، فإن هناك من باتوا في المرحلة- المليونية- عدداً، من المصابين بوباء" كوفيد19" من ضمن هذا السجن العالمي الكبير، بمنفرداته، وزنزاناته، وأقسام سجنه الكبير.


وإذا كانت الشخصية المسؤولة الرسمية، تظهر في أعلى درجات هيبتها في عيون الناس، عادة، وتكاد تكون متعالية عليهم، وإن كان ثمة- مسؤول- يحاول أن يقدم نفسه على أنه على مقربة من مواطنيه، إلا أن ثمة حاجزاً رهيباً يظل بين: المواطن والمسؤول، إلا أن آفة كورونا، استطاعت أن تفرض قانونها- حتى الآن- على كل قانون، وعلى جميع أبناء النادي الكوني: الصغير والكبير. المرأة والطفل. الشاب والعجوز. الرئيس والمرؤوس، بل إن لا أحد خارج شبكته المنصوبة، فلكم من رئيس متجبر، أو رئيس حكومة، أو وزير، أو رجل أعمال كبير او نجم رياضي او سينمائي وقع في هذه المصيدة. مصيدة" كورونا" أو كوفيد19 "  إذ تعرض لسطوة امتحانات، أو اختبارات هذا الداء، وانتظر، ساعات من قلق، إلى أن يتم الإعلان عن حالته: أأصيب بهذه الآفة أم لا؟، ومنهم من اضطر للرقاد في المشفى، وفي عنايته المشددة، حتى وإن كانت له حجرته الخاصة، أو القسم الخاص الذي يتعالج فيه، وهوما لا أجزمه، لطالما إن وسائل الإعلام الرسمية لحكومات هؤلاء الأشخاص، ممن هم في سدة المسؤولية  لا تبين ذلك، وقد اعتدنا، من خلال شرقنا ألا نتخلص من فكرة- سوبر قسم- لمعالجة هؤلاء المسؤولين، وأصحاب رؤوس الأموال، بعكس العامة ممن رأيناهم مرميين، في أكثر من بلد على الأصفة، والشوارع، أو حتى ممرات المستشفيات، وفي  أوضاع غير صحية، من حيث المسافة بين المريض والآخر!
هذا التمييز/الامتياز، الذي قد يبدو مرسوماً في أذهان بعضنا، في إطار التفريق بين المسؤول والمواطن البسيط، ليس على جداول أعمال- كورونا- الذي يرعب كليهما، في آن واحد، ولا يوفر أحداً منهما إن وقع في شباكه، من دون أية مراعاة لحرمة، أوقدر، أو منزلة، وكأنه يقول: سلطتي هي الأعلى، وكلكم رعيتي، وهو بهذا لايقود معجم أوبئة وأمراض التاريخ، بل لايزال منذ بضعة أشهر يتربع  على عرش العالم: وسائل إعلامه، ووزاراته، وأدمغة قادته ومقوديه، بحيث إنه بات يجمع العالم. العالم كله، عبر خريطته التي يرسمها، ليكون سيد العالم، وكمثال، على ذلك، فإن كان الرئيس الأمريكي قد خيل إليه أنه- عبر قوة بلده- سيد العالم، وحاكمه، فهو ليس إلا رقم في مملكة كورونا، وليس خارج سلطته، وبطشه، أنى خرج الرجل من صومعة  الخوف إلى جبهة التحدي، بل إن أسباب الخطر لمتوافرة حتى في حصنه: البيت الأبيض، الذي هيء له أنه  يستطيع تغيير خريطة العالم،  غير أنه بات هدفاً، كأي قنِّ دجاج، أو حانة، أو كافتريا، لسلاح هذا الوباء الكوني الفتاك.
ثمة تذمر كبير من لدن البيت الكوني- الذي طبق حتى الآن- الحجر الصحي، أو لنقل: السجن. سجن الرهبة من الدكتاتور كورونا الذي ليس في مقدور أي طاغية أن يقول: ها أنا في حرز منه، ولست بمبال بما يفرضه  من قوانين في إمبراطوريته الكونية الأولى في التاريخ. الإمبراطورية التي لم تخضع عبر تاريخ الأمم، والشعوب، لمجرد حاكم واحد، حتى الآن، بالرغم من  حلم أو محاولات بعض مهزومي هذا الإمبراطور، من الطغاة، المتبجحين، المتجبرين، في تحقيق بعض هذا، أو تقاسم السلطة بين أطراف معدودة!؟
طقوس العزل، أو الحجر الصحي، أو الاستشفاء من هذا الوباء الكارثي لدى العالم كله تكاد تكون واحدة، بل هي حقاً كذلك، واحدة، ومتشابهة، مع فوارق جوهرية في  ما هو متوافر للأغنياء. للحكام، في حجراتهم من دواعي مقاومة الوباء، وما يمكن أن يقتاتوا به في حجراتهم، من طعام، أو شراب، بل وحتى من بعض أدوية خجولة، غير مجدية- حتى الآن- في مواجهة هذا الفيروس،  بعد أن عطبت أسلحتهم التي رأينا قبل أسابيع من الوباء وهي قادرة على اصطياد من تشاء، عبر قارات العالم، في مخابئهم، وجحورهم، أو حتى الشوارع، أو المطارات، بما أزاد من هيبتهم، وكأن  في ذلك رسالة للعالم كله بأن لا أحد في منجى عن: حاكم الحكام. ملك الملوك. إمبراطور الأباطرة. طاغية الطغاة.  حاكم العالم، والذي بات يجر ذيول الخيبة، ويقرض وساوسه، وانكساراته، كما جرذ!
دعوات كثيرة أطلقت، بعد أن بات العالم يخضع لقوانين السجن الكوني الكبير بإطلاق سراح سجناء الأرض، لاسيما هؤلاء الذين لم يشاركوا في- الإرهاب- إذ بات هؤلاء عبئاً كبيراً على سجانيهم، وبات آمر السجن الدولي السابق عاجزاً عن إيجاد أية وصفة لأوضاع هؤلاء، لنكون أمام خطر جد كبير، في مرحلة ما بعد كورونا، في ما لو أطلق سراح هؤلاء، أو كسروا أبواب سجونهم، أو حتى إن تفشى الوباء في صفوفهم!
ما هو أكثر مدعاة للتعجب، هو أن تجار الدم، على امتداد محطات اشتعال الحرب، في العالم- ومن بينهم حتى النسخة  ما بعد الإرهابية الداعشية- اضطروا، مكرهين، أو خوفاً من هيبة الإرهاب الأعظم. النسخة الجديدة، الراهنة، المهيمنة، أن يوقفوا عملياتهم الإجرامية، وهكذا بالنسبة لجيوش الصراع في العالم، وفي هذا دلالة أخرى كبيرة بأن هؤلاء الذين خيل إليهم أنهم أدوات الرعب، في العالم- وإن كانوا يعملون بأمرة ممولين ومخططين متوارين جبناء- إلا أنهم، في الحقيقة، قد أصابهم الذّعر من تهديدات كورونا/ الجبَّار، وليسوا في منجى من أذرعة شبكته الكونية المتحكمة بالقوي والضعيف. الضحية والقاتل، على حد سواء!

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.69
تصويتات: 13


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات