القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 556 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: تركيا الاردوغانية، الحيرة والقلق، والهاجس الكردي المخيف

 
الخميس 30 تموز 2015


خالص مسور

في البداية لنعلم جميعاً أن لحكام الأتراك عدو واحد ووحيد، وبالتأكيد ليس حزب العمال الكردستاني وحده بل الشعب الكردي برمته وأمته، وهاجس حكام الترك الوحيد اليوم وفيما مضى هو، تشتيت وتذويب وتقتيل وإبادة هذا الشعب وليس شيئاً آخر غيره، فهم يرون هذا الشعب خطيراً على أمن الدولة التركية، لأنهم يعلمون أنهم سرقوا موطنه كردستان في وضح النهار وبالقوة والحيلة والخديعة والمكر الذي مارسه ذئب الأناضول في يوم من الأيام، ويقلده اليوم في ذلك أحفاده من الحكام وهم يخشون على الدوام انفصال كردستان بخيراتها وميزاتها عن الدولة التركية، رغم الاقوال المتكررة للكرد بأنهم لايريدون انفصالاً بل دولة ديموقراطية أو ما في حكمها.


ولا يخفى على المراقبين القول المتكرر لهؤلاء الحكام بأنهم لن يقبلوا بقيام دولة كردية بجوارهم في أي جزء من كردستان أبداً، وكانت تتكرر هذا الكلام في كلامهم وأدبياتهم السياسية منذ أيام الثورة البارزانية وحتى اليوم، وكل أساليبهم السياسية ولعبهم الدولية تنصب على الدوام في هذا الاتجاه. ونريد أن يعلم حكام اقليم كردستان الأجلاء بأن تركية لم تكن لتقعد منهم أي مقعد لولا محاولات عقليتها الأداتية لعزل حزب العمال الكردستاني وخشيتها من توحيد كلمة الكرد.
ورغم الحرب الضروس طوال سنوات مديدة فقد عجزت الدولة التركية عن الحاق الهزيمة بحزب العمال الكردستاني في الوقت الذي بدأ فيه الكرد يحسون بنفحات من نسائم الحرية في روج آفا، مما اضطرت الدولة التركية إلى استعمال مختلف الأساليب للقضاء على هذا الحزب ومعها آمال الكرد في الحرية والتحرير، فاتجهت صوب تنظيم داعش الارهابي المتطرف، وهي تعقد عليه الآمال للقضاء على تطلعات الكرد في روج آفا والذي هو أمل الكرد في أن يصبح البداية لتحرير الشعب الكردي من العبودية ودول التوحش في المنطقة. ولطالما حاولت حكومة حزب العدالة والتنمية الالتفاف على القضية الكردية بادعائها بأنها ستحل هذه المعضلة سلمياً، ولكنها كانت تراوغ وتمكر، وها هي قد تورطت الآن في التدخل في الحرب السورية والغاء الهدنة مع حزب العمال الكردستاني وحتى مهاجمة داعش في الأراضي السورية موظفة ذلك في خدمة الانتخابات القادمة بعدما خسرالحزب الأردوغاني الكثير من مقاعده في الانتخابت الاخيرة، وهجومها على مواقع حزب العمال الكردستاني جاء انتقاماً لهذه الخسارة المزرية، بينما تعلم هي علم اليقين أنها لن تستطيع القضاء على قوات حركة تحرير كردستان مهما أوتيت من قوة وبطش، ولها في ذلك تجارب مريرة،  ولكننا نحذر بأن هذا العمل الاردوغاني الطائش واللامسؤول سوف يشكل الخطر الاكبر على وحدة تركية بالمطلق وأن المسحوقين لامحالة ينتصرون. 
وكما قلنا وكنتيجة للحقد الاردوغاني الاسود على الكرد جميعاً بادرت الدولة التركية إلى التحالف مع داعش في السر والعلن ورأت هي بنفسها أن هذا التنظيم هو الامل الباقي لها لتحقيق ما عجزت هي عن تحقيقه في القضاء على تطلعات الشعب الكردي في روج آفا والذي قد يكون في رأيها مقدمة لحرية كردستان في مناطقها الأخرى. ولذلك كانت تبعث كما شاهدنا جميعاً الدواعش أرتالاً إلى روج آفا وتزودهم بالأسلحة والخبرة. ولكن هزيمة الدواعش على أيدي أبطال الكرد الأساوش بددت حلم قادة الترك الذين راهنوا طوال هذه المدة على هذا التنظيم الارهابي الاسلاموي القوموي المتطرف والذي ولا الادبار ولاذ بالفرار أمام الصمود الاسطوري لقوات الحماية الكردية، وبعد هزيمة حلفاء حزب العدالة من قاطعي الرؤوس البشرية كان لا بد لبطل الفيلم من النزول إلى الميدان بنفسه والغرق في المستنقع السوري والكردي معاً تحت حجة محاربة داعش هذه المرة بعد افتعال مجزرة برسوس، والتطلع إلى تامبوات أو مناطق آمنة بالاتفاق مع الامريكان، أي السماح للدولة التركية بإقامة منطقة حظر جوي وبشكل محدود بين جرابلس ومارع شمالي حلب في الشمال السوري، وحتى تمنع مقاتلي وحدات حماية الشعب من اختراق مناطق جرابلس ولتبقى المنطقة حاجزة بين مقاطعتي كوبانى وعفرين. ولمنع الكرد من إدارة مناطقهم الذاتية بأنفسهم، مقابل فتح قاعدة انجرليك للطيران الأميركي وأن تجدد الأمريكان الاعلان عن أن حزب العمال الكردستاني هي منظمة ارهابية. 
وقد حاول داوود اوغلو اشعال فتنة ودق اسفين بين الكرد حينما صرح بانه اتصل مع البارزاني لساعات ووافق على ضرب حزب العمال الكردستاني في جنوبي كردستان، بينما استنكر البارزاني قصف القوات التركية للمناطق الجنوبية لكردستان، وإن كان ما قاله (أوغلو) صحيحاً فلا يجوز بأي حال من الاحوال استعداء الغاصب على الأخوة مهما كان الاختلاف بين الأخوة كبيراً. ونرى هنا تعقيدات اللعبة الدولية في المنطقة، واصرار مغتصبي كردستان على القضاء على تطلعات الشعب الكردي في كل مكان يتواجدون فيه، ونحذر الكرد من الوقوع في شراك وأحابيل دول المنطقة الغاصبة لكردستان مرة أخرى، لذا على الكرد من الكتاب والساسة الذين يهاجمون (ب.ي.د) ليل نهار تباكياً على ما فاتهم من مناصب كانوا سيتولونها في روج آفا وقد صادرها منهم الإدارة الذاتية حسب ما يظنون، أن يقللوا من شغبهم على هذا الحزب أو الادارة الذاتية لروج آفا، مع العلم بأن البديل عن الادارة الذاتية هو إما الجيش الحر وكانت دعوة الجيش الحر للدخول إلى مناطقنا وكلمة(الله محيي الجيش الحر) تتردد في المظاهرات الكردية، علماً بأن الجيش الحر لم يعلن حتى الآن على الملأ أي حقوق مشروعة للشعب الكردي في سورية بل إنه يصطف عند الضرورة القوموية في صف الدواعش، وعلينا أن نتعظ بالانقلاب الخميني على الشهيد قاسملو كيف أنه خدعه حتى أمنه واستنزفه في ثورته ثم قتله بشكل مأساوي مرير.
أليس وارداً أن يفعل الجيش الحر ما فعله الخميني بقاسملو سؤوال برسم السياسيين والكتاب الكرد. أيها الكتاب والساسة الكرد الأجلاء، في الوقت الذي يجب أن نكون جميعاً واسطة خير وعوامل جمع وتآلف ولم شمل، انقلبنا ضد اخوتنا الكرد في الادارة الذاتية الذين ضحوا بأرواحهم من أجل إنقاذنا من الدواعش وتحقيق ما كانت الأحزاب الكردية تحلم وتنادي به منذ عام 1957 أي الحقوق الثقافية وحدها، وحينما تحققت الحقوق الثقافية بل أكثر من الحقوق الثقافية ضمن ظلال الإدارة الذاتية، قال البعض ليست هذه الادارة ما نريدها لأنها لم تحقق الففتي ففتي، أو أنها لم تتحقق على أيدي ما نريدهم وبمشاركتهم. وانخدعت بعض الاحزاب الكردية بوعود قتلة الشيخ سعيد وسيد رضا ومشاركي مذبحة ملعب قامشلوعام 2004م، وبدأت تحارب الإدارة الذاتية أكثر من الخصوم الخارجيين أنفسهم، وبالسلاح الحزبي القديم بالتخوين والتهجين. ولكن لنعلم جميعاً بأنه ليس لنا والله إلا أن نتضامن ونتقبل بالمشاركة في إدارة روج آفا وبروح رياضية، رغم عدم انكارنا للأخطاء التي شابت المسيرة الروج آفاوية، فالأبواب مشرعة أمام الجميع ولنمسح من أذهاننا مقولة "الفيفتي فيفتي" أو إدخال جيش من بشمركة روج آفا إلى المنطقة بدون إرادة الادارة الذاتية فستكون النتيجة حينها كارثية أي الاقتتال والدمار، والبراميل المتفجرة على أهلنا ومدننا وقرانا، هذا إن لم تستبح مناطقنا تنظيم داعش الارهابي ويقتل رجالنا ويسبي أولادنا ونساءنا.
فنحن بكلامنا هنا لا ندعو إلى جلسات ومفاوضات لم تسفر عن نتيجة، بل الدعوة هنا للجلوس معاً جلسة تضامن وتكاتف وتعاون وانضمام إلى الإدارة الذاتية على شكل جبهة وطنية، إلى كلمة سواء إلى الوحدة والتكاتف والترفع عن المصالح الشخصية والحزبية الضيقة قبل أن يعصف بنا جميعاً تسونامي الابادة والتوحش. 
وكلام خاص نقوله للسيد صلاح بدر الدين السياسي الكردي المعروف، ومن خلاله إلى جميع القيادات السياسية والكتاب الكرد الذين تجاوزوا بأقلامهم نقد الادارة الذاتية بل دخلوا معها  في حرب مكشوفة، محاولين عن قصد أو بغير قصد تشتيت الحلم الكردي الجميل، نقول للإستاذ  صلاح بدر الدين: نعلم أن لك تاريخ سياسي معروف في صفوف الاحزاب الكردية وفي سبيل القضية الكردية وهذا لاينكر، ولكنه من جانبه الآخر هو تاريخ حافل بالألاعيب والبهلوانيات، كما كنت طوال عهودك الحزبية وحتى اليوم مشاغباً سياسياً وصاحب عقل سجالي لا يهدأ، تنشق عن الاحزاب الكردية حيناً، وتتجه نحو ياسر عرفات حيناً آخر، وتحارب السيد جلال الطالباني، وتحارب الاحزاب الايرانية الكردية، وتنا صر السيد مسعود البارزاني أحايين أخرى، وتتخلى عن سكرتارية حزب الاتحاد الشعبي، وتحارب (ب.ي.د) اليوم بشكل عنيف، وتدعو إلى مؤتمرات وطنية، وتؤيد زهران علوش لأنه يكره(ب.ي.د) والإدارة الذاتية الكردية ويريد دق اسفين بين الكرد أنفسهم...الخ. نعم من حقك وحق الجميع أن ينتقدوا ما شاء لهم الانتقاد تطبيقاً لمبدأ الديموقراطية وحرية الرأي، لكن أن تحارب وغيرك، بمناسبة وبدونها المكاسب التي حققها الكرد في روج آفا بدماء شهدائهم وعرق جبين مقاتلاتهم ومقاتليهم الأبطال، فهذا ليس مكان قلمك الأساسي الذي نرى أن بوصلته قد اخطأت الاتجاه الصحيح، ونتمنى أن تقلل من شغبك على مكتسبات روج آفا وكن حكماً لا خصماً، ويجب أن تستخدم خبرتك السياسية في المصالحة بين الكرد لا الانحياز إلى جانب دون الآخر، وهذا مانراه مطلوباً منك ومن غيرك من الكتاب الكرد، فالحداثة الديموقراطية في السياسة لا تدار بكلاسيكيتها. 
..........................................          

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات