القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 531 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: آفـة «الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية» كُردياً

 
الجمعة 27 اذار 2015


ابراهيم محمود

لا أكثر استعمالاً أو استخداماً من القول/ العبارة" الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية " لدى سياسيي الكرد وكتابهم، أو كتاب الكرد وسياسيهم إجمالاً، تأكيداً على أن كلاً منهم يمتلك الاستعداد الكامل لسماع الرأي المختلف في مستهل كلامه أو على لافتة خلفية وغيرها لديه، أو أن الذي يدلي به هو رأي، ومن زاوية مختلفة ليكمّل الآخر، ويبقي على الود القائم بينهما.
لكن الواقع الكردي " وهل هناك سوى هذا الواقع ؟ " يقول ما يفسِد هذا الزعم، وباعتباره آفة تشهد على زيف كل من المتكلّم والمستمع وبالعكس:


أولاً: من خلال مجريات الوقائع اليومية وما هو معاش، من الصعب، إن لم يكن مستحيلاً، أن يأتي رأي أحدهم مختلفاً، ويبقى الود الذي كان وداً، بقدر ما يكون هناك خصام وتعزيز لخنادق لحشد الضغائن والاتهامات، فيكون القائم هو التربص بالمتبادل، وليس الانفتاح البيني.
ثانياً: لأن مجرد الإشارة إلى سلامة استخدام السالف، يحفّز على القول: لو أن أحزابنا الكردية ؟ اتصفت بالحد من الاحترام المتبادل فيما بينها، لما كانت بمثل هذه الكثرة السرطانية، والسرطان لا يمكن أن يؤمّن على الجسد الكردي الجريح، كما أن آفة نقيض القول تفعّل السرطان، إنما ومن باب التوضيح: يكون الجسد المعرَّض للغزو السرطاني هو الانتشار التحزبي الكردي وخلافه، على حساب قدرات الجسد ويمثل عموم الشعب الكردي وآماله " المقصوفة " غالباً .
ثالثاً: ولأن الأحزاب بقائمتها الطويلة تعتبر نفسها القيّمة على مصائر الكرد، فهي بالشكل المتقدم تحيل إليها كل شيء، وهذا يعني إعلام من له صِلة بما هو كردي بالتزام الحذر، أي بالنسبة للكتاب الكرد الذين باتوا يشاطرون تلك بما في " جِرَاب " أحزابنا ؟ من سهام وألغام، بقدر ما ينافسونها، فيما بينهم، والويل لمن يحاول التذكير بطرف أو بشخص ما في سلبية تسمّيه كتابة أو على الملأ، إذ يكون التشهير الجماعي في انتظاره في الحال، تأكيداً على نفي الود المزعوم .
نعم، الاختلاف الفعلي يكون موجوداً عندما يكون الود الفعلي موجوداً، وأن جل الأحزاب الكردية في طبيعة تكوينها وممارساتها  تعتبر الاختلاف الفعلي تعبيراً دبلوماسياً في النهاية ومنذ البداية للنيل منها، كونها في مأمن من كل نقد فعلي يمكن أن يوجَّه إليها، وأن القائمة الكبرى من الكتاب بالمقابل، ومن الذين يحرصون كل الحرص بالسير على خطاها، إنما تقتدي بتلك.
ولعل آفة الآفة، حين يزعم متحزب ليبرئ الحزبي ومن في صفه مما يجري تجنباً لأي نقد، ومن موقع الاختلاف طبعاً، التهكم مما يجري بين الكتاب الكرد، غير مدرك هذا المتحزب أن هذا القياس غير جائز إطلاقاً، لأن ما يتصف به أي كاتب، أي كاتب، لا ينطبق على أي متحزب، أو حزبي، وأن المتقبل الأول للاختلاف وكدرس صحي للدخول في التاريخ، هو تقبُّله للنقد باعتباره رأياً يصب في مصلحة الآخر وحرصاً عليه، وأن حقيقة الاختلاف بالنسبة لهذا العضو الحزبي تكمن في أنه في بيت اجتماعي وسياسي كبير لا يمكن أن يتدعم إلا بالنقد الذي هو رأي يضيء عالمه: داخله، وركنه، وسقفه ومحيطه، ولو أن الحزبي امتلك أذنين سليمتين في حاسة الإصغاء، أكثر من لسان يتجاوز حجمُه فمه ، لأدرك ما معنى وجود الحزب وحافظ في الحد الأدنى من احترام الاختلاف على تماسك " بيته " ولما شهدنا هذا الانشطار المفجع والمثير للسخرية في البيت الذي صار خطراً وهو يتفاقم على المحيطين وليس المقيمين فيه.
لعل آفة الآفة، حين يبصر ؟ الكاتب الكردي نفسه بعيداً عن تقبل أي نقد، ويعتبر كل رأي فعلي فيما يقوم به وفي النائبات أو الأحداث الجسام، وهو يرتعد خوفاً، بمثابة وشاية وتشهيراً لا بد من مواجهته، فيكون أكثر احتواء بالسلبي من الآخر: المتحزب في الأصل، كما نشهد اليوم هنا وهناك، وهو المميَّز بحاسة الشم كثيراً في قراءة كلمات معينة واعتبارها تخص مقامه ؟ 
يعني مما يتقدم، أن الاختلاف كممارسة فكرية تقوم على تعدد الآراء الملهمة للجميع، لم يمهَّد له كمعهود يومي وفي أي لحظة، وأن عدم سماعه هو الدليل التام على خطأ بنيوي، لا بل ويتهدد الجميع، وخصوصاً : أولي الأمر؟!
وأسوأ ما يجري ما يخص الرأي الذي يمارَس ويُسمى دون معرفة مفهومه أصلاً، استكمالاً للإجهاز على الاختلاف وحقيقته، حيث إن ثقافة الرأي وهي اختلافية تمثل الرقم واحد في الدائرة الحسابية الفعلية للمجتمع الحي.
وكأمثلة حية وفي الأمس القريب:
إن المرأة المفجعة بما جرى في ليلة نوروز 2015 في الحسكة، وهي على الشاشة الصغيرة " الروداوية " تتكلم بعيداً عن البلاغة المبهرجة: لم يأت لنجدتنا أحد، سوى أحزاب جاءت وهي تصورنا ومضت، هل نحن " سينما " ؟ عبّرت عن الرأي الفعلي دون أن تدرسه صفّياً.
إن الرجل الذي قال عن " المؤنكسين " ومن يتأنكسون، ويمارسون الأنكسة منذ حين محتسب من الزمن " أي ينتمون إلى enks" وغيرهم بأن الذي يقومون به مشين حقاً، بينما الشعب يكتوي بنار الجاري، وهم يقولون ما لا يفعلون كعادتهم، قال رأياً سليماً دون دورة عقيدية.
وإن الذين يهربون من البلاد المؤنكسة هذه هنا وهناك أيضاً من الشباب دون سن الرشد، وفي سن الرشد وبعد الرشد وهم على حافة القبر كذلك، إنما يمثّلون الواقع المر لهؤلاء الذين مارسوا استبداداً كردياً فيما بينهم وبالتراضي وضد المعتبرين جموع الشعب الكردي وبالتقاسم، ومعهم وبينهم وقبلهم وبعدهم من هم برسم الكتّاب: سعاة ودعاة وجناة وطغاة رأي لا يعدو أن يكون نعياً لأمّة منشودة لم تبصر بنَيها كما يجب بعد، وشعب لم يلملم شتاته بعد، ووطن لم يبصر جهاته الفعلية بعد، وأولي أمر هم ساسة هم دون السياسة قبلها وبعدها، وقادة لا يحسنون التهجئة بكلمتين معبّرتين عن الاختلاف السالف ذكره، وكتاب هم بلاء آخر في ظل البلاء الأول، وهذا يتطلب استعداداً كاملاً للخضوع لدورة تأهيل كاملة لمعرفة حقيقة الود المنبوذ ليتم استثمار الاختلاف المطرود جانباً، وهذا يضعنا في مواجهة التالي سؤالاً: إذا فسد الملح فبماذا يُملَّح ؟ وربما أيضاً: أليس أول فساد السمكة هو فعل النتن الطارئ في رأسها ؟؟؟!!!
 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.85
تصويتات: 7


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات