أما الجائزة الأخرى كانت من نصيب أخي الشّاعر المميّز عادل عمر سيف الدّين في عام 2019م، وكان وقتها مريضاً وأخبرني فيما بعد أنّ فرحته بالجائزة لا تضاهى كونها باسم شاعر ولغويّ وأديب قلّ نظيره في تاريخ الأدب والثّقافة الكرديين، وأنّها أنسته بعضاً من آلام المرض.

عندما نتحدّث عن هذه الجائزة المعنوية فإنّها تعني لنا الكثير، لأنّها باسم شاعر وعلّامة ولغوي مميّز، قضى عمره في خدمة أدب ولغة وثقافة شعبنا، وناضل بإخلاص ووفاء من أجل قضية هذا الشّعب إلى آخر لحظة من عمره، ولكنّه على الرّغم من كلّ ذلك عاش بعيداً عن الأضواء وعن الإعلام بمختلف وسائله.

عاش شاعرنا وظلّ صامداً وفيّاً لمبادئه وحريصاً على الحفاظ على مواقفه الجادة والرّصينة التي عرف بها والقائمة على قول الحقّ وفعل الصّواب.

مهما كتبنا عنه فلن نردّ له نقطة من بحر عطائه ووفائه.

أزاهير الشّكر وورود الامتنان إلى الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا ولعائلة پالو الأعزاء على هذا التّكريم، وبكلّ تأكيد كانت هذه الجائزة القيّمة حافزاً لنا لتقديم كلّ ما نستطيع القيام بها من أجل شعبنا ومجتمعنا.

وأوّ أن اختتم كلامي بهذه العبارات التي كنت قد كتبتها بحقّ شاعرنا الكبير قبل سنوات مرّت:

((كثيرون هم النّاس الذين يعيشون على خطّ واحد لا يحيدون عنه طوال حياتهم سواء أكان مستقيماً سالكاً بسهولة ويسر، أو به تعرّجات وتشقّقات، فهم يرضون بهذه الحياة على الرّغم من كلّ شيء لأنّهم نفسهم مَنْ يرسمون ذلك الخطّ، خطّ الاستقامة والنّزاهة والإنسانيّة الحقّة.

"ملا أحمد ﭙالو" يعدّ أحد هؤلاء الأشخاص من البشر الذين تشكّلوا في رحم الاستقامة، ورضعوا من صدر الصّراحة، وعاشوا في كنف الإخلاص، ما دفعهم للالتزام بالخطّ المستقيم الذي هندسته الحياة له، فقام بتنفيذه على أكمل وجه، كيف لا وهو الذي ارتشف من منهل والده "محمد مصطفى ﭙالو" حبّ الوطن والإخلاص للأرض والتّضحيّة بكلّ غال في سبيل الشّعب)).