القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

حوارات: حوار مفتوح مع العاشق للفن و الحياة عنايت عطار (7)

 
الأحد 06 كانون الأول 2020


غريب ملا زلال

غريب :

قال عنك جاك التايراك : " إن رسوم عنايت جذابة ، فاتنة ، حية و ديناميكية ، إنها لا تروي التاريخ ، و لا تعبر عن فعل و لكنها تطرح الأسئلة و تحرض المخيلة ." 
قد يكون ما ما ذهب إليه التراك صواباً إلى حد ما ، و قد يكون وضع يده على حافة الجرح ، لكن الجرح غائر في العمق ، أو أنه رأى جزءاً من سفح جبل ممتد في الأفق ، فكل مساحة من هذا السفح له فعله ، يرسم فينا بلغة ما ، و يدخل الضوء بغزارة إلى النفس البعيدة لتقريبه لنا على نحو أكثر ، فالأثر الذي يتركه أعمالك فينا يتجاوز طرح الأسئلة و التحريض عليها ، يذهب إلى الفعل الفاعل ، إلى الهدم و البناء معاً و في الآن ذاته ، بحثاً عن السر اللانهائي فينا للوصول إلى المخزون النائم فينا و المتراكم زمكانياً و الإتحاد بالضوء الفاعل فيه لتشكيل الفصول المختلفة على السطح كما في العمق .


أنت ماذا تقول هل ذهب التراك بالإتجاه الصح ، أم ما قلناه هو الأقرب للقراءة ، أي كيف يوازن عنايت بين هذه الآراء ، بين أن يكون عملك بوابة لخلق الأسئلة و بينها كتفعيل الفعل فينا و بناء التجربة كإيقاع حياتي جميل . 
عنايت :
 نعم يا صديقي ..إن لوحتي المنتهية لا تعني إنني أقفلت الباب على الرؤى ، لكنني أسعى بإستمرار للقبض على اللحظة المنصرمة ، في كل محاولة أبحث عن الكشف وليس ترجمة المكشوف بحد ذاته ، إذ أطلق العنان للعفوية بالدرجة الأولى ثم تتدخل الخبرة للإصطفاء ، ولو فصلت لك قليلاً أو أعقبت على كلام التراك ربما قلت نعم بأن المرأة التي أرسمها هي ليست بالموديل الأكاديمي لدراسة تشريحها أو حركاتها بقدر ماهي وليدة إرهاص ، أو حلم ، أو قلق ، أو لنقل عشق قديم يريد الخروج إلى الضوء ، ثم إنني وعلى صعيد التقنية أترك المجال للون والكائنات والحلم والتصورات والإنسيابات حتى أغطي المساحة البيضاء بكامل العفوية ودونما أي عناء .
إن القسرية ، أو إجهاد الذاكرة قد يشبع ذائقة المتلقي كما أرى ، ولكن ضمن برود عقلاني هندسي متكلف لا يبوح بإفتضاء الروح ، ولذلك قالها الناقد إن نسائي خارجات من الأرض ولايمشين عليها ، فإنهن كونيات ، ملفوفات بتيارات ملونة ، مطلقات في الريح والسراب ، ملفوفات بتيارات من الضوء لانعرف إلى أين يذهبن ، أو من أين يأتين ، ولكنني أخشى ان يكون هذا الكلام خطيراً للناشئين من الفنانين لأن العفوية أوالشعرية ، أو الإسترسال هكذا سوف لن يكون مصيباً إلا بعد تقنيات وخبرات كانت قد تراكمت بفعل الإجتهاد أو الدراسة أو الخبرة المتراكمة ،إذاً لنعود إلى حديثنا فإنني وكالأطفال ألهو بالمساحات في كل الإتجاهات وبحرية لاتطولها الحسابات أو المقاييس ولا حتى إتجاه اللوحة نفسها بل ربما أقلب بعضها راساً على عقب إذ يصير الأرض أفقاً ، أو الذي كان يسار اللوحة صار يميناً ، إن المراة التي أرسمها هي التي أبحث عنها في مغامرة خطيرة ربما تأتي وربما أدفن حسرتي ، أوأبدل اللون بالحبر ، فأكتب ، فالمهم عندي هو أن أخرج الكائنات التي تزدحم في الخيال 
و يأخذن الروح ، إن هذه الصورة التي يذكرني بها اليوم صديقي الفنان أحمد عكو والتي تعود لعام (1984) ربما يكون دليلاً على إننا لانستطيع الإبداع دون مقومات الرسم والأبعاد والتشريح في البداية ، مع أنها جاءت أيضاً بسليقة لم تكن في البال فكل ما أتذكره هو إننا كنا في سهرة مع الأصدقاء ، ووضعوا أمامي ورقة وقلماً ً، والصديق أحمد عكو كان جالساً قبالتي .
( الصورة رقم 1 )

للأسف هناك غبش في التصوير بإمكانك الطلب من الصديق أحمد ربما يرسل لك صورة مصورة بدقة أكثر ، أما عن اللون والحلم والإنطباعات والتداعيات إليكم لوحة استنبول التي رسمت بأرضها هناك بذات ملتقى عالمي .
( الصورة رقم 2 )
إن مدينة كاستنبول عدد سكانها يساوي عدد سكان سورية لايمكننا تخطيها ودراستها أو حتى تصويرها بلوحة واحدة ، فكل ما اقدمت عليه ومن خلال تحركي بالميترو في الشوارع ، وزرت أطراف المدينة طولاً وعرضاً فلم يكن لي غير أن أقذف ، إنطباعي ، أو أترجم ما بقي من خميرة المدينة وكثافتها في الذاكرة ، وهي المنارات والقباب ، لابل ربما من ترسبات ثقافية قديمة عن العثمانيين .
وكعادتي تركت الحلم ، أومخزون الإنطباع يترك أثره على المساحة البيضاء .
وكذلك مدينة المحرس بتونس في مهرجان ما أيضاً 
( الصورة رقم 3 )
قكانت البيوت في بياضها المستريح وهي تطل على البحر ، ذلك ما ولد ( المولود ) الأزرق هناك .
إن عملاً كهذا لايمكن الإلمام بتفاصيله ،
وبالنسبة لي كما قلتها أترجم الإنطباع معتمداً على رؤيتي الداخلية أكثر مما هو امامي ، أنصت إلى ملائكتي ، وشياطيني ، سواء أكانت في خصام او في مصالحة ، هنا لابد أن ازيح الغشاوة عن موضوع المرأة الكردية كموضوع أعتمده منذ أكثر من ( 15 )عاماً هو إنني أرسم ما أحب أو مايتراكم في الوجدان من الحاضر ، أو من الماضي ، وكأنني أسمع نداء الروح ، بمعنى إن الفن عندي ليس مسالة تقنية فحسب بل ربما يكون الفنان ملماً بمعظمها ولكنه يقف على محطة تمس الروح أو الحنين أو من ترسبات طفولة غارقة في الشوق ...
يتبع 








 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات