القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

قصة: مقطعين من رواية / يوميات حسينو العطار / قيد الإنجاز

 
الأحد 19 حزيران 2016


وليد حاج عبدالقادر

1
نعم هي غزال بكل ما تعنيه غزال من جمال .. هي خزال .. خزالا / وي بري يي / .. نعم !!  .. شيخو ايها الأحمق انت الوحيد من سلالة .. لا لا سأنطقها كيفما يحلو لي ، نعم هي من علالة الغزلان حقا وحقيقة .. انظر ؟! انظر !! .. عينان كبيرتان وسوداويتان وتقسم بأغلظ الإيمان أنهما هكذا مذ ولدتها امها ، وشعر طويل متفحم السواد بطول يكاد ان يلمس اطارف ال / خفتان / السفلي وقامة !! ايها الفاسق انت شيخو !! أوه !! ولما الفاسق أنا ؟! أهو الغزل حلال لغيري وحرام علي.. لا لا شيخو ومن لعبها دور المفتي عليك سوى أحاسيسك وعينيك البائظتين تلمعان في لولحة يمينية وشمالية كما عينها / ليستوكا كجا باشي / دمية ابنة الباشا وما ان تلمحها ل/ خزال / وهي ب / برشو / لابسة ثوب الغسيل حتى تتقصد بزعزعة أمن القطيع فتتفرق مجموعات مجموعات وأنت تفرفر في غضبك المصطنع التي لا تدخل مطلقا مخيخات يحيو ، 


لا لا هو وحتى القطيع تأقلما مع حركاتك هذه ، أيها العاشق المدثر / تظنه / أن فروتك بجلدك يستطيعان اخفاءها ، هي بضع من عشرات الخطوات وتصل قريبا منها ، وهي مشمرة بقعدتها عن جزء كبير من تلكما القدمين ، لا لا الساقين الناصعتين بياضا كثلج قمم هركول .، لا لا شيخو انهما القدمان والساقان ما علا فوق الركبة !! شيخو ؟! تصرخ بنفسك في نفسك إنهما الساقان ايها الأحمق وبحق الإله وتتذكر كم نهرت يحيو ذات مرة وهو يختلس النظر اليها بمعيتك عندما قالها / ويحي كم هي رائعة خزال وجسمها نض ببياضها !! نعم شيخو !! في هذه المرة تجرأت وتقدمت ولعابك يخطف خطفا ويكاد ان يسيل متدفقا من فمك كما هذا الماء الجاري ، ولهاثك يعلو وقلبك كطبل في يد طبال رائع يقرع ، رفعت خزال رأسها وابتسمت .. نعم ابتسمت لابل شفاهها كما قسماتها تراقصت وتمتمت قائلة / سر جا فا / مع انك ما كنت قد نطقت بعد !! الله شيخو !! وأنت الراعي الأبدي وقطيعك فيه مافيه من الحيوات : كلاب ، بغال ، أغنام ، حمير وبقرات وأنواع المواشي ولكل واحدة منها أضحت لها مفرداتها وكلماتها كما وحركات أصوات خاصة بها ، حتى يحيو ورجال القبيلة ووو ، إلا أنت خزال !! حانت منها التفاتة وهي لاتزال مشمرة وأنت كعادتك تحاول ضبط ايقاع ذاتك و .. نظراتك الزائغة بجنون وهي تكاد ان تأكل جسدها لابل تفتك بها فتكا ،تمايلت في قعدتها وبحركة لا إبالية !! لا لا انت لم تستوعبها لتلك الحركة ظننت بأنها تريد ان تغطي بعضا من جسدها ولكن الثوب اخذ أريحيته بفضفاضية اوسع ولتزيح بعضا من هذيانك قالت : ليكن الله في عونك والقطيع خاصة ان رفيقك يحيو مثلهم / تقصد القطيع / يبلبلهم بدل تجميعهم !! .. تمالكت نفسك بشدة وقلت : جنوا هم ايضا وروعة جمالك خزال ... ضحكت بغنج رائع وقالت : أصدقني القول ؟! ماهو الأجمل في ؟! وهي تومئ بسحنتها صوب سيقانها المتناغمة مع ماء الساقية المتدرج .. ظنت بأنه سيوافقها بغريزية ويؤشر عليهما ولكنه فاجأها .. نعم فاجأتها شيخو وقولك : هما عيناك خزال رائعتان بطبيعتهما فلا تكثري عليهما السواد بكحلك ؟! ابتسمت .. لا بل تضرج وجهها بالحياء واحمر الخدان وتعالت فيها القهقهة ومن ثم قالت : يقولون بأن شيخو فيه بعض من خصال ال / جزيريين / كلام منمق وعشق ساحر ... شيخو أقسم بأن عيناي ما دخلتاها مطلقا / درمان / سوى القرمز كدواء اما الكحل وهذا السواد فهما من بطن أمي ولاتزال تستولد ذاتها ... شيخو انت رائع و ... يلزمك بعض من الإعتناء بنفسك فهناك كثيرات يتغزلن بك وانت لا تدري ... هرررر ... هرررر من جديد ها أنت ايها المجنون يحيو ... هررر هرررر ولاحت منك نظرة أخرى صوبها .. أومأت لك وزمت شفتيها بعصرهما فوق بعضهما وبسمة هادئة بدأت تتشكل فوق وجهها وعيناها تقولان لك بكل ثقة : لنا اكثر من لقيا وأوضح من معنى وحب سيستدام الى عشق ربيعي خالص ......

2
كان يوما متعبا بكل ماتحويه هذه الكلمة من معنى ، أهل جم شرف كلهم التفوا حول العربانة وانت حسينو تبازر هذا وتقايض ذاك وتقبض نقودا من آخر ، وللحق فقد كادت البضاعة ان تنفذ عن بكرة أبيها لابل حتى بعضا من المقايضات بعتها أنت وشيئا فشيئا افترق الجمع من حواليك ونويت الرحيل حينما صرخ فيك بافي سليماني جم شرفي وأصر ان تتناول غذائك وبعدها الى اي جحيم تذهب انت حر / مازحك قليلا / فشددت اللجام وحركت العربانة صوب بيته وركنتها بجانب تلك الصخرة / الحجرة الكبيرة التي تعرفها معرفتك لذاتك ونفسك ، هي عينها الصخرة التي كثيرا ما اختبأت خلفها وانتم تلعبونها هنا اطفالا كنتم لعبة / بيب / الغميضة / وبافي سلو صديقك لابل هو من كان ذاكرتك وعقلك وسبب عدم ضياعك ، هم كانوا يقولون انك شرابي ، ولكنك كنت في داخلك تحس بحنين فظيع لنطق الكوردية سليما ، كانوا يذمونك !! نعم في بيوتاتهم الأربعة ماكان احدهم يناديك بإسمك وإنما / كريدي / و ... بافي سلو هو ونقلا عن أبيه وكل المحيطين مثل قصص / جاركي زه جارا / يرددون على مسمعك ؟! اسمع حسينو أنت كوردي إبن كوردي وأمك كانت كوردية أبوك أحمد عليه رحمة الله وجدك عليه رحمة الله هو حسين وقد حج وتلك التلة التي تسمت بإسمه في أطارف حكمية كانت ارضكم وجدك كان من أشهر الفلاحين لابل و / جوتيار / بارع وقد توفى الله ابوك ومن ثم امك وانت لم تزل ترضع فسلمك جدك لهؤلاء الشرابية مقابل / قول سنوي / وكان يزورك عندما كان في الحكمية يوميا تقريبا ، ولما عاد الى / جزيري / ايضا لم يقطع عنك الزيارات وبعد رحيله تردد عليك عمك / كوري / الأخ الوحيد لأبيك وما ان ارتحل حتى تاهت بك دنياك وارادوا ولا زالوا في سعيهم لتغريبتك الكلية عن ذويك ، نعم حسينو .. هي دمعات تغزو عينيك دائما وانت تلتفت يمينا صوب تلك الدار التي احتضنتك ، ولاتزال تسمع صداها لتلك المرأة / الأم التي ترضعت من صدرها حليبا ولازالت عباراتها تضج في أذنيك وبيدها تعبث شعرك وتقول / مثلك انت كوردية أنا .. سلموني للمرضعات ونحن نجوب بعض من قرى كركوك ومثل الطيف لا أزال أتذكر ملامح بعضهم ولربما كنت في الثالثة ومنذئذ لا أثر لهم وقد تاهت عني الحقيقة لابل تيقنت بأنني شرابية حقيقية لولا سحنتي وبياضي و .. أمي .. نعم أمي المفترضة التي رضعتني وقبل ان تموت ارادت ان تستفرد بي وانا الزوجة حينها لإبن عمي المفترض ولدي ولدان وحامل ببطني الثالث حيث قالت لي يا غريبة .. نعم غريبة هكذا اسميناك وانت الطفلة أنت كوردية ومن / جمجمال / ابوك كان حيا وأمك توفيت وهي تلدك وبصراحة لا أتذكر إن كان اسمه حمو او حمرش حمش ... ووصلتنا معلومات أكيدة بأنهم الى ماقبل سنتين أيضا كانوا يبحثون عنا للإستدلال عليك !! سامحيني بنيتي .. سامحيني !! ابحثي عنهم .. ابحثي عنهم وريحيني في قبري !! و ... وعدني زوجي ما أن أولد وتنتهي الرضاعة ان يذهب معي في رحلة البحث عنهم .. أوووف !! ولكنه في كل مرة يخرج بموال !! خوفه من ان يأخذونني منه ومن ثم ردة فعلهم عليه انتقاما من اهله ... / ..... آه حسينو !! ... كم سررت ذات يوم وكنت قد وعيت قليلا حينما اختلط النحيب بضحكات هستيرية وأمك المفترضة تركض وترتمي بحضن كهل يرتكز على عكاز وشاشة سوداء تلف رأسه وثياب شبه بنية فضفاضة وبرفقته ثلاثة شبان مثل الورود يحيطونه مكفكفين دموعهم ببكاء حارق والتم جميع القرية من حولهم في مناحة لا لا مزيج من البكاء والضحك وأمك تقبل يدا العجوز وارتمت في حضن الثلاثة تقبلهم بجنون عندما علمت بأنهم إخوتها من والدها .. نعم حسينو وأنت الطفل كنت تبتعد عن الجميع وتبكي بهستيريا / بابيرو .. حجي حسين / لقد أسموني لابل اسميتني انت على اسمك / .. عمي كوري ، لازلت أتذكر سحنتك وعطفك الشديد لابل إصرارك ان انام بجانبك في فراشك حتى تغادر .. وكطفل فقد أمه منذ فترة طويلة وشاهد اثرا من آثارها ، اقتعد الصخرة وبدأ شهيق بكاءه يعلو ... خرج ابو سلو وما أن رآك على حالتك !! ما تمالك نفسه لا بل وبغصة بكاء حاصرته وبكلمات متقطعة قال : اعلم حسين .. اعلم حسين لما تبكي ؟! ولكن الحمدلله ! فرماني بمبي ما قصر وهاقد التم شملك بابن عمك قادي ... هيا لووووو دعوتك لتتغذى ونتذكر بعض من شقاوتنا وكطفل صغير قاده بافي سلو الى الدار وما أن مدت السفرة تناول بافي سلو صدر الدجاجة ومنها عظمة الصدر ذي الساقين وقال له هيا لنكسرها لربما للمرة الألف ومددتم الأيادي نعم حسينو وبصوت واحد قلتم يا دست !!....

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.4
تصويتات: 5


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات