القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

حوارات: الشريك الحقيقي للمثقف العربي ؟

 
الأحد 17 كانون الثاني 2016


استطلاع : محمد القذافي مسعود 

يظل المثقف العربي جسر تواصل فاعل في الايصال والوصول وإن تراجع دوره لأسباب صرنا نعرفها وندرك أبعادها المتداخلة فالمثقف كائن له ما لغيره وعليه يقع ما يكون على الآخرين من بني جنسه فالحاجة تفرض عليه مثلما تفرض على غيره أن يتواصل مع جهات أخرى قد تكون من خارج مكانه وأهتماماته ليتعرف باحثا عن تجارب جديدة ومؤثرا فاعلا بما يحمل من خبرات وخلفيات موروثة ومكتسبة فما يحتاجه لشراكة تكون مثمرة ومنتجة مؤسسات أم أفراد أم مشاريع سؤال يمتد إلى دواخل المثقف نفسه ؟ 
عبرنا بالسؤال إلى عدة أسماء عربية مختلفة لنرى كيف ستكون اجاباتهم ؟


الشراكة الحقيقية بالنسبة للمثقف العربي مرتبطة  في الأساس- بتوفير المناخ المحفز علي الإبداع .
إن الشريك الحقيقي للمثقف العربي اليوم هو الواقع، فكلما كان المثقف وفيا لواقعه عارفا به كلما كان لرآه وأطروحاته معنى . 
أرى شريكي الحقيقي هم قرائي. 
المثقف يتيم، حتى لا أقول أنه لقيط، مثل الهزيمة التي لا أب لها.
الشريك الحقيقي للمثقف هو المثقف. تماشياً مع "موضة" اليوم.

لقمان محمود / شاعر كردي
 
 الشريك الحقيقي للمثقف هو المثقف. تماشياً مع "موضة" اليوم. فشريك السياسي هو السياسي. وشريك المدمن هو المدمن. وشريك الحرامي هو الحرامي. وشريك العَالم هو العالم. وشريك المخترع هو المخترع. وشريك المتشرد هو المتشرد. وشريك اللاجئ هو اللاجئ. وشريك الميت في قبره هو الميت في القبر المجاور.
 
د . عادل ضرغام / ناقد من مصر 
 
أن أردت السؤال عن جزئيات فاعلة في مساندة المثقف , فإن هذه الجزئيات في ثقافتنا العربية ما زال دورها محدودا , وتحتاج إلي تفعيل .خذ مثلا جزئية الجوائز الحكومية , فإننا بعد إعلان هذه الجوائز نسمع عن تمتمات,تشير إلي طريقة ومشروعية  الاختيار .وتوجه بعض أصحاب الأموال في طرح جوائز تحمل أسماء هؤلاء الأشخاص ,فإن هذه الجوائز خاصة مع بعض رجال الأعمال المصريين- ما زال يشوبها الشك والريبة .خذ- أيضا –المؤسسات الثقافية ,التي ينتمي إليها المثقف ,فبعض هذه المؤسسات يصبح دورها فاعلا , إن وجد ما يمكن أن نسميه تطابقا في الأفكار ,وزاوية الرؤية ووجهة النظر , ولكن هذه المؤسسات حين نغربل ما تقوم به ,يصبح محدودا جدا , لأنها – انطلاقا من نظرتها الشمولية – تنظر إلى المثقفين نظرة واحدة , ولا تفرق بين الغث والثمين .
أما إذا كنت تقصد الشراكة مع المثقف الأجنبي , في إطار اتفاقيات المؤسسة الثقافية ,فهي تقوم بدور مقبول , شريطة أن تفعل بشكل حيوي , ولا تصبح إطارا شكليا فقط , وهنا يجب أن نشير إلي أن بوصلة الثقافة العربية في التعامل مع الثقافة الأجنبية كانت فردية في الأساس , وترتبط بقيمة المثقف الذي أوجد هذا الربط .خذ مثلا العقاد أو طه حسين بوصفهما نموذجين , فالأول –ومعه رفاقه- أوجد أرضية حية للثقافة الانجليزية , والثاني –بالاتكاء علي ما قدمه الطهطاوي –شكل أرضية حية وميلا للثقافة الفرنسية, ولكن في الفترة الآنية , ومع نمو المشروع القومي للترجمة بوصفه مؤسسة منفصلة عن المجلس الأعلى للثقافة , فأظن أن هذا الدور لم يعد فرديا بشكل كامل , وإنما أصبح هناك ما يمكن أن نسميه سياسة ثقافية تحدد إلي حد ما طبيعة التوجه , مع الانفتاح في الوقت ذاته على كل الثقافات .
الشراكة الحقيقية بالنسبة للمثقف العربي مرتبطة – في الأساس- بتوفير المناخ المحفز علي الإبداع , وهذا المناخ ليس سياسيا فقط , وليس اجتماعيا فقط , وإنما يتشكل هذا المناخ وفق سياق خاص , يعيد للمثقف دوره الريادي المفقود .


 غزالة طاهر بوشاقور / اكاديمية من الجزائر 

إن الشريك الحقيقي للمثقف العربي اليوم هو الواقع، فكلما كان المثقف وفيا لواقعه عارفا به كلما كان لرآه وأطروحاته معنى. فالسلبية والركود الذي يطبع المشهد الثقافي العربي اليوم سببه الانفصال الحاد، والطلاق الذي يبدو لا رجعيا بين المثقف وواقعه، بعضه بسبب حالة الغربة والاغتراب والتغييب الذي يعيشه في واقع لا يجد لنفسه فيه مكان، وبعضه الآخر عائد لتلك الاستعلائية والنخبوية الزائدة التي يتصرف بها المثقف العربي تجاه مجتمعه. فالتمسك بالواقع والعودة إليه هو ما يصنع فاعلية أية رؤيا فكرية وإن كان الالتصاق بالواقع هنا لا يعني التصويرية والتقريرية الساذجة الطافية على السطح. فالإبداع بقدر ما هو معرف بما كان وناطق بلسان الكائن إلا أنه باحث عن الممكن ومتمثل له، و الواقع العربي اليوم مثخن بالأحداث والأطروحات والتغيرات التي تشكل موضوعا للبحث و منبعا الابداع.
 
 سمر المقرن / كاتبة من السعودية 

العالم العربي بشكل عام يفتقد للمؤسسات الثقافية الفاعلة التي يمكن أن يمكن أن نعول على شراكتها، لو تحدثت عن نفسي فانا أرى شريكي الحقيقي هم قرائي.

)كانت للمثقف العربي قبل خمسين سنة شراكته من خارج بيئته .(
 

د . سيار الجميل / مفكر واكاديمي من العراق . 

ـ وهل هناك ثمة شريك حقيقي لهذا الذي يسمونه ( المثقف العربي ) ؟ ابحث لي عن شريكه الحقيقي .. سوف لا تجده ، لأنه هجر الثقافة الحقيقية منذ زمن طويل . المثقف العربي ـ كما يسمونه أو كما يسمّي نفسه ـ في حالة بائسة ، فهو إما مسحوق أو مقهور أو مبتلى أو مسجون أو مأسور أو مهاجر أو صعلوك أو بوق سلطة !! المثقف العربي لا يتمتع بأية حريات في أسوار منظومته العربية .. المثقف العربي لم يعد يدرك ما الثقافة في العالم ؟ لم يعد يبدع ويساهم في رفد ثقافته نفسها . المثقف الحقيقي هو المبدع الحقيقي الذي يخلق الأشياء الجديدة ويبدع المعاني الجديدة .. هل يستقيم عدد المبدعين الحقيقيين مع هذا الركام السكاني اليوم في كل عالمنا ؟ كانت للمثقف العربي قبل خمسين سنة شراكته من خارج بيئته .. كان متابعا لما يجري هنا وهناك .. كان يتواصل مع الأدب الروسي والفلسفات الفرنسية والأفكار السكسونية والمؤدلجات الاشتراكية والفن الايطالي .. الخ  كانت الترجمات ممتازة لروايات عالمية مشهود لها بالصنعة الثقافية . ماذا ترى اليوم ؟ كان يتابع الفلسفات الجديدة .. كان يقرأ الشعر الحديث .. كان يعتني بأفكار العصر .. اليوم أخذته الموجات الطاغية وهو في لجات العتمة سرقه الماضي وأصبح لا يفكر إلا بالأوهام والماضويات العتيقة باسم الأصالة ! انزل الى اقرب معرض للكتاب العربي .. فستجد حالة بائسة ومزرية .. سنة كاملة تمضي ولن تجد إلا غثاء السيل من دون أن تقع على تشيؤات إبداعية ومثقفة حقيقية . انظر الى المسرح العربي انه في حالة بائسة باستثناء أصوات من هنا وهناك .. المهرجانات الفوضوية لأغنيات سمجة تسحق الذوق .. إن أي امة لا تقرأ ، فهي لا تنتج أي مبدع ، والأمة التي تتيبّس ولم تلد المبدعين من بينها .. فسيندر مثقفوها .. والأمة التي يندر المثقفين من بين ملايينها ، لا يعرها احد في العالم أي اهتمام .
 

 )المثقف يتيم، حتى لا أقول أنه لقيط، مثل الهزيمة التي لا أب لها.
 
 وجدان عبدالعزيز / كاتب وناقد من العراق 
 

دوما الشريك للمثقف هي همومه وآراءه وما اكثرها عند المثقف العربي .. ومن التغييرات في العالم عامة والعالم العربي خاصة تأثر المثقف العربي وبدأ يرنو الى اشراك الاخر في هذه الهموم للبحث عن الهوية العربية في خضم المد الثقافي للعلومة في كافة مدياتها ومنها المد الثقافي .. وبدأ المثقف العربي يتطلع لبناء دولة مدنية فيها قانون الحقوق والواجبات هو السائد والابتعاد عن العنف والثأرية والبحث عن جمال الحب والمواطنة والهم المشترك .. وهنا فالمثقف العربي يحتاج للشراكات من خارج بيئته ...
 
 

 موسى ابورياش / كاتب وناقد من الأردن 
 

القارئ هو الشريك الحقيقي الوحيد للمثقف العربي اليوم، وما عداه وهم وهباء وزبد.فإذا كانت الثقافة سلعة، والمثقف هو من ينتجها بصورتها الأولية، فإنَّ القارئ هو مستهلكها الوحيد، وقد يعيد إنتاجها من جديد ليمنحها شكلاً آخر، من خلال التفاعل مع ما يكتب. والمثقف الحقيقي عندما يكتب عادة، يضع نصب عينيه قارئاً ذكياً. فيكتب عن آلامه وآماله، وعن قضاياه ومشاكله، وعن تطلعاته وأشواقه، وعن حاضره وماضيه ومستقبله، بحيث يجد كل قارئ أن ما يُكتب: يخصه، يخاطبه، يترجمه بشكل أو بآخر.
أما السلطة فهي عدو أزلي للمثقف العربي، تحسب كل صيحة عليها، تحاول أن تكتم الأنفاس، وتكسر الأقلام، وتمزق الأوراق، إلا من سبح بحمدها ومجدها. والمثقف إن فعل ما تريده السلطة لم يعد مثقفاً، بل يتحول إلى مهرج أو طبال، فلا التقاء بين سلطة عربية ومثقف عربي إلا في غرف التحقيق.في المقابل فإن المؤسسات الثقافية المدنية على أشكالها تتخذ من المثقف زينة لها، واكسسورات لتجميل صورتها. وقد تحتفي به تكاثراً وتفاخراً ومغالبة للغير، ولكنها في الحقيقة تلتقي مع السلطة في القمع والإقصاء والتهميش والإهمال.أما دور النشر والصحف والمجلات والمنابر الثقافية الورقية والإلكترونية فما هي إلا طفيليات تمتص دم المثقف، وتتعكز عليه، بل وتشحد عليه أحياناً، ولا تقدم له شيئاً، وإن فعلت فالفتات الذي هو أقرب للإهانة والإذلال.ولذا على المثقف أن يدرك جيداً أن لا سند له ولا شريك حقيقياً إلا القارئ، فلا يضيع وقته في البحث عن سراب هنا وهناك، أو مكاسب ومغانم إلا أن يتنازل أو يتغازل أو يتراقص!
 )أعتقد أنّ الشريك الرئيس اليوم هو المجتمع المدني بجميع مكوّناته فلابدّ من ربط الصلة بين المثقّف وجميع الأطراف التي تسعى إلى خدمة الناس والبلاد( 
                  
 د آمال قرامي / كاتبة واكاديمية من تونس 
 

أعتقد أنّ الشريك الرئيس اليوم هو المجتمع المدني بجميع مكوّناته فلابدّ من ربط الصلة بين المثقّف وجميع الأطراف التي تسعى إلى خدمة الناس والبلاد وتحقيق إصلاحات جريئة في كافة القطاعات . كما أنّ المثقف اليوم مدعوّ إلى إعادة النظر في علاقته بممثلّي السلطة السياسية، وخاصّة السلطة الرابعة إذ ينبغي أن لا  تكون العلاقة - براغماتية -غايتها تحقيق الشهرة بل إنّ على المثقّفين والإعلاميين أن ينسجوا نمطا جديدا تواصليا غايته توحيد الجهود من أجل الخروج من النفق وإيجاد الحلول الملائمة للمشاكل المتعدّدة التي تتخبّط فيها مجتمعاتنا. أمّا الشراكة الأجنبيّة فينبغي أن تكون على أساس النديّة إذ أثبتت الثورات أنّ الاتّكال على القدرات الذاتية والخبرات الوطنية صار قاعدة لا يمكن تجاهلها. يكفي أن يثق الفرد بأنّه صار سيّد الموقف وصاحب القرار والفعل ولا مجال للتعويل على  حماية الغرب أو دعمه الكليّ.  

 شريف شافعي / شاعر وكاتب من مصر 

اليوم وأمس وغدًا، لا أرى غير القارئ شريكًا، وصديقًا، وربما حافزًا من حوافز الكتابة. الكتابة فعل مكتمل بذاته، وليست فعلاً ناقصًا، ولا رد فعل. الكتابة إرادة فردية مستقلة، لا تتبع مؤسسة غير ضمير صاحبها. الكتابة سلطة، وتحرر من كل سلطة سواها. الكتابة تفاعل عضوي مباشر مع القارئ، بلا وسائط، بلا محفزات، بلا عوامل مساعدة. 
أية شراكة أخرى تبدو غير مأمونة، لأنه قد تنتقص من استقلالية الكاتب، فما من شريك ـ وإن كان مؤسسة الدولة نفسها ـ يرضى بأن يلغي شريكه (الكاتب) وجوده، ومن جهته إذا ارتضى الكاتب بأن يزاحمه في وجوده وجود آخر، فهو ببساطة كاتب لا وجود له.


 
خلات احمد / شاعرة كردية 

كل مثقفو العالم شركاء حقيقيون لبعضهم. نقرأ ونحاور الجميع ونأخذ ما يناسبنا ونرى في أنه قادر على أن يشكل غنىً لنا, دون أن نضمر أو نظن سوء النية مسبقاً. الثقافة تفترض أن نكون منفتحين على كل الثقافات الآخرى لننهل منها ونعطيها.



 حرية سليمان / كاتبة وروائية من مصر 
 

اعتقد أنه الكتاب بشتى موضوعاته وعبر كل عصوره، وهو أيضا القارئ على اختلاف توجهاته وايدلوجياته ، و لو استقام الأمر بكاتب من دون كتاب فبالضرورة سيستقيم بالنسبة لكاتب من دون قارئ، الأمر أشبه بسلسلة متصلة متشابكة ، حلقة تفضي لأخرى ولا يمكن فصلها والا اضطرب البناء العام، هو ثالوث مقدس " كاتب، كتاب ، قارئ" ومؤسسة ثقافية معنية بخلق علاقة متوازنة وعلى قدر من الاتساق بين ثلاثتهم . 
المثقفُ هو الانسانُ الواعي الملتزمُ بقضايا أمَّتهِ يُعبِّرُ عن آمالها ، ويخرجها من آلامها ولذا فهو نبضُ وجدانها .وهذا الانسان الحيُّ هو المتطورُ أبداً وليس الثابتُ أبداً .وبما انه من أهم أهدافنا في التربية : بناء جيلٍ عربيِّ مستنيرٍ مدافعٍ عن قضايا الأمة ، يتقنُ لغة الضاد الخالدة ... ويتقن ما أمكنهُ من اللغات الأجنبيةِ الحيّة » أدرك أن اللغة شريكة هامة ولا يمكن فصلها أيضا ، فكيف نؤصل لثقافة عربية من دون هوية مثلا بل وكيف وعلى الرَّغمِ من عراقةِ أدبنا العربيِّ وقدرة لغتنا على التجدِّدِ والتفاعل والاشتقاقات العبقريةِ  نجد أنَّ الطبَّ وهو من أعلى الدراسات في العالم الثالث .. ما زال يدرس في جامعاتِ الوطن العربيِّ كلِّهِ ، باللغات الأجنبيَّة كلها عدا العربية .أؤمن أن لغتنا بمثابة رأس مال لا يمكن أن نسمح بنفاذه واستنزافه ولها دور لا يقل أهمية عن دور مثقف يتكلم بلسانها وباسمها .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات