القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: بقعة ضوء على معانات الشبيبة الكردية الجزء العاشر

 
الجمعة 21 كانون الأول 2012


 دلكش مرعي

 محكوم على الإنسان أن يكون حرا، لأنه ما إن يُلقَى به في هذا العالم حتى يكون مسئولا عن كل ما يفعله.   

 السؤال الذي يفرض نفسه هذه الأيام هو لماذا لم يحافظ الجيل الشاب على قيادة الحراك الثوري في ثورات المنطقة ولماذا استطاع الأحزاب الكلاسيكية انتزاع القيادة منهم بكل سهولة ويسر وتدجينهم وتسخيرهم حسب مصالحها الحزبية  ولماذا لم يستفيدوا من ثورة المعلوماتية وانجازاتها العلمية على مختلف الصعد اين هم الشباب فيما يجري في العالم المتحضر
  بل أين نحن مما يجري في هذا العالم ؟ وما هو واقع حال شبابنا ؟ وماذا أعددنا لهم؟


 إن الجواب على جملة الأسئلة المثارة تأتي ببساطة بأننا لم نتمكن من تغير أي شيء في الواقع الفكري وخاصة قيم التخلف المتموضعة على تلافيفه التي نغرق في دوامته ونسير في فلك مآسيه منذ قرون وكأنه لا وجود في هذا العالم من أفكار وقيم أخرى سوى قيم هذا الفكر وبنيته المأزومة فنحن لا نحافظ عليه فقط بل وندافع عنه بكل قوة لإنتاج المزيد من قوى الهدر الذاتي ومزيداً من قوى التخلف ومزيداً من البؤس بدلاً من إيجاد حلولاً معرفية للنهوض والتغير وبناء الإنسان بقيم معرفية لمواكبة العصر فنحن من المؤسف لا نمتلك نهجاً فكريا معاصراً لنجابه به ما نحن فيه من تخلف فكري وقيمي ولا نهجا سياسياً علميا جامعاً يحقق لنا التحرر السياسي والاجتماعي ولا أساليب تربوية معاصرة لتربية الجيل الشاب لتنير له الطريق نحو المستقبل ونحو الحرية فما زلنا نعيش على مستوى حلم الخلاص من الظلم بقدرة قادر وعبر معجزة من معجزاته أو من يأتي من وراء البحار لينقذنا وينصفنا  لنتهرب عبر هذه الأحلام البائسة من مسئوليتنا الذاتية في المجابهة والفعل المثمر والتحرك على الأرض وتغير الواقع فبدلا من التصدي لهذا الواقع ومعالجة أزماته وقضاياه العامة من قبل القوى التي تدعي بأنها المعنية بقضايا الشعب فانك لا تجد سوى كثرة الاجتماعات واللقاآت  الفارغة والخلبية لتهدئة خواطر البسطاء والضحك على ذقونهم والقول بأن هناك من يعمل من أجلهم ليل نهار دون كلل أو ملل لخلق بعض الأمل وإيجاد نوع من العزاء في النفوس المقهورة أما على الأرض فلا تجد أي تغير في المواقف بل تزداد أزمات الناس على مختلف الصعد الاقتصادية والنفسية وغيرها من الأزمات   

أم بالنسبة للجيل الشاب فمن المؤسف هم مازالوا يخضعون لأنظمة تربوية وتعليمية وقيود اجتماعية غير صالحة لمواكبة العصر ومواجهة تحدياته ولا تلبي طموحهم ورغباتهم وحتى مطالب حياتهم اليومية ,
فالشباب يعيشون أزمة حقيقية, في مواجهة القيود الاجتماعية والتخلف الفكري والمفاهيم الشمولية التقليدية السائدة التي تكرس من قبل الحركات السياسية في أدمغة الشباب فهذه المفاهيم لا تنتج سو القهر والتهميش وحالات غير قابلة للتطوير واقعيا بسبب إنتاجها للاستبداد والتناقضات والصراعات المتنوعة فهي تدفع بالإنسان بأن يعيش في حالة من الخضوع والتبعية والذوبان في هذه المرجعية السياسية أو تلك أي أن المرجعية السياسية أو مرجعية فكر الزعيم ونهجه لا يختلف عن المرجعيات الدينية من حيث النتائج حيث يحول كلاً منهما في الواقع المعاش إلى حقيقة كلية مطلقة ممنوعة من الجدل والنقاش والتغير الذي يؤدي بنهاية المضاف إلى الجمود الفكري أو العقائدي كما جرى في الاتحاد السوفيتي السابق حيث كان مصير كل من كان يشكك في فكر - ماركس – أو - لينين – ومن بعدهم تصرفات – ستالين - كان يقتل أو يلقي به في غياهب السجون أو النفي الى سيبيريا  وفي سوريا فقد ابتلي الشعب السوري بفكر البعث الشمولي الذي أنتج قيادته الدكتاتورية من آل الأسد .... فالفكر الشمولي يدعي بأنه الحقيقة الكلية الألهية المطلقة وأنه الصراط المستقيم وما على الجميع إلا السير تحت هديه وبركاته للوصول إلى الجنة الموعدة التي تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا فهو يلغي تفكير الناس ويشله ويقول لهم لا تفكروا هذا هو الفكر الوحيد الذي يتمتع بالحقيقة الكلية في هذا الكون وهو الوحيد الذي سيصلكم إلى جنات عدن الموعودة أما من يشذ عن قيم هذا الفكر في عرف هؤلاء فهو عميل إمبريالي نزل يجب تصفيته أو سجنه ... اختصار فأن أسوء ما أنتجه هذا الفكر هو تجميد العقل وشله وتعطيله بعكس النهج العلمي الذي يقر بنسبية الحقيقة ولكن من محاسن الفكر الماركسي على سبيل المثال أنه أقر بحرية المرأة وكشف الغطاء عن الفكر الديني وعرّ مفاهيمه ولكنه تحول هو ذاته إلى مذهب شمولي عقائدي ولكن بغلاف لاهوتي فلسفي – يتبع-   

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات