القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

قصة: قصة قصيرة .. كانت آنذاك طويلة جدا ً...

 
الثلاثاء 19 شباط 2008


 سردار رشيد

ذالك الازدحام الفوضوي المزركش بضجيج الناس وأنين سياراتهم الكهلة والمحمل بمطر هطل في وقت غير مناسب جدا.. جعله ينطق .. جعله يلتفت إلى إنسانة متمسكة بألف غرض بواسطة يدين باردتين كزجاج هذه السيارة اللعينة التي تكاد تنفجر من كثرة إصدارها لأصوات شيخوخة لا تمل... هل لازالت تبكي..؟؟ سألها وهو يدرك الجواب .. سألها وهو يكره الجواب ...نعم ..نعم ..بكائها الذي أعلن له أنه ضعيف ..أنه  ليس على قدر المسؤولية .. مسؤولية عدم تعرض فلذات الكبد إلى المرض..


بكائها الذي ما زال يؤكد له كل ثانية أنه ... أب فقير في كل شيء...الأم تحاول جاهدة أن تحيل ذلك المشهد الذي لا يطاق إلى ربيع يرقص .. ولكنها تفشل .. فهو يخشى أن يلتفت إلى الوراء...إلى مقعدها في جوف خالتنا الكهلة ..يا مركبة كرهتها منذ الوهلة الأولى.. يا سائق كرهت لا مبالتك منذ الوهلة الأولى...ابنتي مريضة يا صاحبي ..أسرع..
واجعل هذه اللعينة تصل بنا إلى آخر مثلك لا مبال  .. طبيب تعود أن يبكي الطفل إلى درجة الموت .. قبل أن يلقي تلك النظرة المباركة.. عليه.. وبعد أن ينتهي من الطقطقة على كمبيوتره اللعين...أعشق المطر يا إلهنا .. المطر ضروري لنا ..ولكنني اكرهه الآن فسامحني .. أكره عرقلته لي ووقوفه كشرطي المرور .. عائقا ً لوصول صغيرتي إلى غرفة انتظار أخرى.. إلى مرحلة صبر وتحمل أخرى...بكائها يجرح حلقي ..يخدش أذني الوسطى. يبكيني يارب ..فأوقف المطر.. وانزل الرحمة في قلب ذاك الشرطي ... واجعل هذه الجدة اللعينة تطير ...يا خال.. يا عم .. يا سائقنا .. والله هذه السيجارة تزيد حالتي سوءا ً.. حالتها سوءا ً.. فارميها... لو سمحت.. وارمينا هنا.. سنمشي .. لقد اقتربنا ... خذ مائة .. معي ألف . أنه دين كغيره ..كحياتي كلها...
أين الطبيب... ماهذه الزحمة... الكل مرضى.. يالا حظي التعيس ... أنه يوم المرض العالمي للأطفال.. دور .. دور ماذا ... إنها تبكي...أنحن في دائرة حكومية... نحن في عيادة... دور .. دور ... حسنا ً..حسنا ً...لننتظر.. خذ خمسمائة.. كان معي ألف ...إنه دين كغيره... كحياتي كلها...ماذا يفعل الطبيب أهو تحقيق .. أيسردون قصص حياتهم له.. ابنتي تبكي..توقفت عن البكاء.. ابنتي يا غالية ..ابنتي ..ابنتي توقف عن البكاء..عن التنفس أيضا ً.. عن..ابنــــــــــــــــــــــــتي ....

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات